للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر:

وبدا الجفاءُ فقلت إن عاتبتهُ ... كان العتابُ لودّهِ استهلاكا

ورجوتُ أن تبقى المودّةُ بيننا ... موقوفةً فتركتُ ذاك لذاكا

وقال بن أبي عيينة:

وكنتُ أرى أنَّ ترك العتا ... بِ خيرٌ وأجدرُ أن لا يضيرا

إلى أن ظننتُ بأن قد ظُنن ... تُ أنِّي لنفسي أرضى الحقيرا

فأضمرتُ للنفس في وهمها ... من الوهم غمّاً يكدُّ الضميرا

ولا بدَّ للماءِ في مرجلٍ ... على النار موقدةً أن يفورا

وقال أبو فراس الحمداني:

يعاتبني من لو كفاني عتبهُ ... لكنتُ له العين البصيرة والأُذنا

وعندي من الأخبار ما لو ذكرته ... إذاً قرع المِعتابُ من ندمٍ سنَّا

وقال أيضاً:

من السَّلوةِ في عيني ... ك آياتٌ وآثارُ

أراها منك في قلبي ... ولي في القلبِ أبصارُ

وقال أيضاً:

إلى كم ذا العقابُ وليس جرمٌ ... وكم ذا الاعتذارُ وليس ذنبُ

وقال أيضاً:

وكان عقيداً لديَّ الجوابُ ... ولكن لهيبته لم أجدْ

وقال أيضاً:

فإنْ يكُ بطوءٌ مرةً فلطالما ... تعجَّل نحوي بالجميل وأسرعا

وإنْ يجفُ في بعض الأمور فإنني ... لأشكرهُ النُّعمى التي كان أودعا

<<  <   >  >>