وقال آخر:
فتلكَ عهودٌ لو تكلَّف وصفَها ... فتى وائلٍ لارتدَّ عنها مقصرا
إذ نحن في ظلِّ الزَّمان المنصفِ ... نسحبُ ذيل للهو سحب المِطرفِ
متى يكونُ الذي أرجو وآملهُ ... أمَّا الذي كنت أخشاهُ فقد كانا
وبي برحُ شوق لو بثثتُك كنههُ ... لأيقنت أنِّي في ودادك مخلصُ
ولا بأسَ من دوْح اجتماعٍ يضمنا ... إلى ظلّ أيام بقربك تخلصُ
وإنِّي لأرجو والرجاء مسيلةٌ ... لنا أن يضمَّ الشملُ بعضاً إلى بعضِ
فقد طالَ ما اغترَّ البعاد يذودنا ... عن المنهل المورود والمرتع الغضِّ
أيا لهف نفسي كلما التحتُ لوحة ... إلى شربةٍ من ماء أحواض قاربِ
بقايا نطافٍ أودعَ الغيمُ مزنَها ... مصيقلةِ الأرجاء زُرق الجوانبِ
ترقرقَ دمعُ المزن فيهنَّ والتوت ... عليهنَّ أنفاسُ الرياح الجنائبِ
صلَّى الإله على امرئٍ ودَّعتهُ ... وأتمَّ نعمته عليه وزادَها
فسقى الله بلدةً أنتَ فيها ... كدموعي عند اعتراضِ الفراقِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute