للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكتب إبراهيم بن المدير إلى أخيه وهو في الحبس:

أبا إسحاقَ إنْ تكن الليالي ... عطفنَ عليكَ بالخطبِ الجسيمِ

فلمْ أرَ صرفَ هذا الدَّهر ينحو ... بمكروهٍ على غيرِ الكريمِ

وقال آخر:

أنا بينَ إخوانٍ لنا قد أُوثقوا ... بجوامع وسلاسلٍ وقيودِ

ومُوكلين بنا نذلُّ لغيرهمْ ... فكأنَّنا لهمُ عبيدُ عبيدِ

واللهِ ما سمعَ الأنامُ ولا رأى ... نفراً يوكَّل فيهمُ بأُسودِ

من كلِّ حرٍّ ماجدٍ صنديدِ ... في كفِّ وغدٍ عاجزٍ رعديدِ

قصرت خُطاه خلاخلاً من قيدهِ ... فتراهُ فيها كالفتاةِ الرّودِ

وقال البحتري:

ألمْ ترَ للنوائبِ كيفَ تسمو ... إلى أهلِ النوافلِ والفضولِ

وكيفَ تروم ذا الشرف المعلَّى ... وتخطو صاحب القدر الضئيلِ

وما تنفكُّ أحداثُ الليالي ... تميلُ على النباهةِ للخُمولِ

وقال آخر:

قالوا اعتقلتَ بلا جرمٍ فقلتُ لهمْ ... الغيثُ يرسلُ أحياناً ويعتقلُ

لا تجزعنَّ لما تأتيكَ من نوبٍ ... فإنَّها دولٌ لا شكَّ تنتقلُ

وقال البحتري:

أصابَ الدَّهرُ دولةَ آل وهبٍ ... ونالَ الليلُ منها والنَّهارُ

أعارهمُ رداءَ العزّ حتَّى ... تقاضاهمْ فردُّوا ما استعاروا

وقدْ كانوا وأوجهُهمْ بدورٌ ... لمختبطٍ وأيديهمْ بحارُ

وقال أيضاً:

<<  <   >  >>