للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولو شئتُ ناديتُ البلادَ بعلَّةٍ ... فلم يرَ فيها في جنابك جائبُ

ولم تقرب الحمَّى حماك ولم يكنْ ... لسورتها في سورة المجد ساربُ

وحوشيتَ أن تضوي بوجهك علَّةٌ ... إلاَّ إنها تلك العزومُ الثواقبُ

فلاعج تدبيرٍ وحامس همَّةٍ ... ثوى منهما بين الجوانح لاهبُ

لقد دالت الدُّنيا وحجَّب شمسها ... دياجي همومٍ دجنها متراكبُ

فلمَّا انتضاك البرءُ عادتْ كأنَّها ... غياهبُ يأسٍ قشَّعتها مواهبُ

وقال الحسين بن مطير:

ذُكرت شكاتك لي وكأسي في يدي ... فمزجتها دمعاً مكان الماءِ

آتاك ربُّك صحَّةً وسلامةً ... وفُديت لي من سائرِ الأسواءِ

وقال آخر:

يا من تشكَّى ألمَ العينِ ... حاشا لعينيك من العيْنِ

عينٌ من النَّاس أصابتهما ... ما أسرعَ العين إلى العينِ

وقال آخر:

فلو أنَّ العليلَ يزيد حسناً ... كما تزداد حسناً في السقامِ

لما عيد المريضُ إذاً وعدَّت ... لهُ الشكوى من المننِ الجسامِ

وقال آخر:

مالي مرضتُ فلم يعدْني عائدٌ ... منكم ويمرض عبدكم فأعودُ

وقال آخر:

قلْ للذي لم يعدْ سقامي ... وقلبه مشربٌ حزازهْ

من لم يعدْنا إذا مرضنا ... إن ماتَ لم نشهد الجنازهْ

وقال أحمد جحظة البرمكي:

<<  <   >  >>