للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سوفَ تَبرأ ويمرضون وتجفو ... هم فإنْ عاتبوا ذا بذاكا

وقال آخر:

أعاذَنا ذو الجلالِ من سقمكْ ... وصارَ ما نحنُ فيه من نِعمكْ

وبيَّضَ اللهُ وجهَ مكرمةٍ ... ثباتُها بالثَّباتِ من قدمكْ

وأنهضَ الجودَ من مكامنهِ ... بدفع ما تشتهيهِ من ألمكْ

يا بؤسَ للدَّهرِ إذ أعلكَ لم ... يُراعِ ما يستحقُّ من ذِممكْ

وقال القاضي أبو الحسن الجرجاني:

بعينيَّ ما يُخفي الوزيرُ وما يُبدي ... فنورُهما من فضلِ نعمائهِ عندي

سأجهدُ أن أفدي مواطئَ نعله ... فإن أنا لم أقبلْ فما لي سوى جهدي

لأعدي تشكّيك البلادَ وأهلها ... وما خلتُ أن الشكوَ يعدى على البعدِ

ولم أدرِ بالشَّكوى التي عرضتْ لهُ ... ونُعماهُ حتَّى أقبل المجدُ يستعدي

وما أحسبُ الحمَّى وإن جلَّ قدرُها ... ليحسنُ أن تدنو إلى منبعِ المجدِ

وما هيَ إلاَّ من تلهُّبكَ الذي ... توقَّدَ حتَّى فاضَ من شدَّةِ الوقدِ

ليَفدكَ من أصبحتَ مالكَ رقّه ... فكلُّ الورى بل كلُّ ذي مهجةٍ يَفدي

وقال أيضاً من قصيدة:

بكَ الدَّهرُ يَندى ظله ويطيبُ ... ويقلعُ عمَّا ساءَنا ويُنيبُ

أفي كلِّ يومٍ للمكارمِ روعةٌ ... لها في قلوبِ المكرُماتِ وجيبُ

إذا ألمتْ نفسُ الوزيرِ تألَّمتْ ... لها أنفسٌ تحيى بها وقلوبُ

فواللهِ لا لاحظتُ وجهاً أُحبُّهُ ... حياتي وفي وجه الوزيرِ شحوبُ

وليسَ شحوباً ما أراهُ بوجههِ ... ولكنَّه في المكرماتِ ندوبُ

<<  <   >  >>