للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- ... أمرُه صلى الله عليه وسلم مَن عَلِم من نفسه ضررَ عينه، أن يبرِّك إذا رأى شيئًا أو إنسانًا أعجبه، كما قال عليه الصلاة والسلام لعامر بن ربيعة لما عان سهلَ بن حُنيف رضي الله عنهما: «أَلاَ بَرَّكْتَ» (٢٢٨) ، أي: هلاّ قلتَ: اللهم بارك عليه، ليندفع بذلك شرُّ النظرة عن أخيك.

٣- ... في حال عُرف العائن - يقينًا - فإن للمعيون أن يأمره بالاغتسال، وليس للعائن الامتناع عن ذلك، فقد أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عامرًا لما عان سهلاً أن يغتسل له، وطريقة ذلك أن يؤتى بقدح فيه ماء كافٍ، ثم يغسل العائن


(٢٢٨) جزء من حديث أخرجه مالك في موطئه (٢/٩٣٨) ، والحاكم في مستدركه (٣/٤١٠) ، وابن حِبَّان في صحيحه (٦١٠٥) . وتمام الحديث: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج، وساروا معه نحو ماء، حتى كانوا بشِعْب الخَرَّار من الجُحْفة (مَنْزِل بين مكة والمدينة) ، فاغتسل سهل بن حنيف، وكان أبيض حسن الجسم والجِلد، فنظر إليه عامر ابن ربيعة فقال: ما رأيت كاليوم، ولا جِلْدَ مخبَّأةٍ، (أي: بياضه كبياض عذراء في خِدْرها مكنونة، لا تراها العيون) ، فلُبِطَ (أي: صُرِعَ) سهل، فأتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «هَلْ تَتَّهِمُونَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ؟ قالوا: عامر بن ربيعة، فَدَعَا عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟! هَلاَّ إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ ثُمَّ قَالَ: اغْتَسِلْ لَهُ» ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلةَ إزاره في قدح (إناء) ، ثم صَبَّ ذلك الماء عليه (أي: صبة واحدة) رجلٌ من خلفه على رأسه وظهره، ثم كفأ القدح (أي: قلبه وراءه على الأرض بعد أن صب عليه، ولا يوضع على الأرض قبل ذلك) ، ولما أن فعل ذلك راح سهلٌ مع الناس ليس به بأس. ... والحديث إسناده صحيح ورجاله ثقات، كما في شرح السنة للبغوي (١٢/١٦٤) . وتفسير الألفاظ بين معقوفتين مستفاد من "أوجز المسالك": (١٤/٣٦٥-٣٦٧) .

<<  <   >  >>