للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولنشرع بعد بيان معنى العين، وأن تأثيرها حق، وأن نفوذها بالإصابة - لقوته - يكاد يسبق القدر، لولا أن القدر لا يردُّه شيء، وأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما حذَّر أمَّتَه من أثر العين أعظمَ تحذير، لم يَدَعْهم عُرْضةً لسهام الأعين تنهشهم وتهلكهم، لكنه وصف لهم دواءً شافيًا - بإذن الله - يحصِّنهم ابتداءً، وينجيهم بعدها إذا ما وقعت سهام عين عليهم.

ومن هديه الكريم في ذلك:

١- ... إذنه صلى الله عليه وسلم بالاسترقاء من النظر، قال صلى الله عليه وسلم - لما رأى في بيت أم سلمةَ رضي الله عنها جارية في وجهها سَفْعة (٢٢٦) : «اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ» (٢٢٧) .


(٢٢٦) يعني: بوجهها صُفرة، كما بيَّنه مسلم بعد روايته هذا الحديث. وقال ابن الأثير في "النهاية" (٢/٣٧٤) : السَّفْعة: أي علامة من الشيطان، وقيل ضربة واحدة منه، وهي المرة من السَّفْع، وهو: الأخذ، يقال: سفع بناصية الفرس ليركبه، والمعنى: أن السَّفْعة أدركت تلك الجاريةَ من قِبَل النظرةِ فاطلبوا لها الرقية. اهـ.
(٢٢٧) متفق عليه من حديث أم سلمة رضي الله عنها: أخرجه البخاري، كتاب الطب، باب: رقية العين: برقم (٥٧٣٩) ، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية من العين، برقم (٢١٩٧) .

<<  <   >  >>