(٢) يقول ابن القيم: «وهذا شأنُ أعداءِ الله دائماً يَنْقِمونَ على أولياء الله ما ينبغي أن يُحَبُّوا ويُكرَموا لأجله؛ كما قال تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: ٥٩]، وكذلك اللوطية نقموا من عبادِ الله تنزيههم عن مثل فعلِهم، فقالوا: {أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: ٨٢]، وكذلك أهلُ الإشراك ينقِمونَ من الموحِّدين تجريدهم التوحيد، وإخلاص الدعوةِ والعبوديةِ لله وحدَه، وكذلك أهلُ البدعِ ينقِمون من أهل السنة تجريدَ متابعتِها، وتركَ ما خالفها، وكذلك المعطِّلة ينقِمون من أهل الإثباتِ إثباتَهم لله صفات كماله ونعوت جلاله. =