(١) ورد في تفسير التَّزَكي خلافٌ بين السلف: الأول: من كان عملُه زاكياً، وهو قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة: «من تزكَّى من الشرك»، وهو قول الحسن من طريق هشام، وقتادة من طريق معمر، وعكرمة من طريق الحكم. الثاني: قد أفلح من أدَّى زكاةَ مالِه، وهو قول أبي الأحوص، وقتادة من طريق سعيد. الثالث: من أدَّى زكاةَ الفطرِ، وهو قول أبي العالية من طريق أبي خلدة. والظاهرُ من الخطابِ العموم، وما ذُكِرَ من تفسيراتٍ غيرَه فإنها أمثلة لأعمالٍ تُزَكِّي المسلم، ويظهرُ من رواياتِ مَنْ فسَّر التزكِّي بزكاة المال، أو زكاةِ الفطر، أنَّه استشهد بهذه الآيات، لا أنه أرادَ أنها هي المعنية دون غيرِها؛ لأنَّ السورةَ مكية، وزكاةُ الفطرِ =