قال الطبري: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنَّ إرمَ إما بلدة كانت عاد تسكُنُها، فلذلك رُدَّت على عاد للاتباع لها، ولم يُجَر [يعني: يُنَوَّن] من أجل ذلك، وأما اسم قبيلة، فلم يُجَر أيضاً كما لا تُجْرَى أسماء القبائل، كتميم وبكر، وما أشبه ذلك إذا أرادوا به القبيلة، وأما اسم عاد فلم يجر، إذ كان اسماً أعجمياً. فأما ما ذُكر عن مجاهد أنه قال: القديمة، فقولٌ لا معنى له، لأن ذلك لو كان معناه، لكان مخفوضاً بالتنوين، وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعتٍ ولا صفة. وأشبهُ الأقوالِ فيه بالصواب عندي: أنها اسم قبيلة من عاد، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عادٍ إليها وتركِ إجرائها، كما يقال: ألم تر ما فعل ربك بتميمِ نهشل؟ فيُترك إجراء نهشل، وهي قبيلة، فَتُرِكَ إجراؤها لذلك، وهي في موضعِ خفضٍ بالردِّ على تميم، ولو كانت إرم اسم بلدة أو اسم جدٍّ لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها، كما يقال: هذا عمرو زبيد، وحاتم طيِّء، وأعشى همدان، ولكنها اسم قبيلة منها فيما أرى، كما قال قتادة، والله أعلم، فلذلك أجمعت القُرّاء فيها على ترك الإضافة وترك الإجراء». (٢) ورد عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح: «أهل عمود لا يقيمون»، وكذا ورد عن قتادة من طريق معمر، وقال ابن زيد: «عاد قوم هود بنوها وعملوها حين كانوا بالأحقاف». وقال الضحاك من طريق عبيد: «يعني: الشدة والقوة». قال ابن جرير الطبري: «وأشبه الأقوال في ذلك بما دلَّ عليه ظاهرُ التنزيل، قول من =