الثالث: مَظَالٌّ وملاعبُ يلعبُ تحتها، وهو قول قتادة من طريق معمر وسعيد. قال الطبري: «وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قول من قال: عنى بذلك: الأوتاد التي تُوتَد من خشبٍ كانت أو حديد؛ لأن ذلك المعروف من معاني الأوتاد، ووُصِفَ بذلك لأنه: إما أن يكونَ كان يعذِّب الناس بها، كما قال أبو رافع وسعيد بن جبير، وإما أن يكونَ كان يلعبُ بها». ويظهر أن مرجِعَ الخلافِ الاحتمال اللغوي في لفظ الأوتاد، فهو يُطلق على هذه المذكورة، غير أن أشهرَ إطلاقاتِها ما رجَّحه الطبري، والله أعلم. (١) هذا بالنظر إلى أن لفظَ الإنسانِ في القرآن المكيِّ للكافر، ولكن يدخلُ معه من ضَعُفَ إيمانه من المسلمين، واعتقدَ هذا المُعْتَقَدَ، وكذا كلُّ وَصْفٍ اتَّصَفَ به الكافر، فإن من تشبَّه به من المسلمين فإنه يدخل في خطابه، قال ابن عطية: «ومن حيث كان هذا غالباً على الكفار جاء التوبيخُ في هذه الآية باسم الجنس، إذ يقع بعض المؤمنين في شيءٍ من هذا المَنْزَعِ». والله أعلم.