الأول: نهرٌ في الجنة، وهو قول ابن عمر من طريق محارب بن دِثار، وعائشة من طريق أبي عبيدة وابن أبي نجيح، وابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد من طريق ابنه عبد الوهاب، وأبي العالية من طريق الربيع. وهذا هو الذي وردت فيه الأحاديث، وله أوصافٌ مذكورة فيها، وهو أول ما يدخلُ في تفسير الآية بلا إشكال، والله أعلم. الثاني: الكوثر، الشيء الكثير، وهو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيِّه صلّى الله عليه وسلّم، ورد ذلك عن سعيد بن جبير من طريق أبي بشر وعطاء بن السائب وهلال، وعكرمة من طريق عمارة بن أبي حفصة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، ونسبه ابن كثير إلى ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحارب بن دثار والحسن البصري. وقد ورد في رواياتِهم ما يُشْعِرُ بمعرفتِهم لكونِ الكوثر النهر، ولكنهم حملوا على العموم، فعن أبي بشر قال: «قلت لسعيد: إن أناساً يزعُمون أنه نهرٌ في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه». وقال عكرمة: «الخير =