ولا شك أن العلمَ بما عمِلت يتفاوتُ في هذه الأزمان التي تقع فيها هذه الأحداث، غير أنها لما كانت مترابطةً إذا حدثَ الحدثُ الأول تبعته الأحداثُ الأخرى كما تنفرِطُ خرزات السُّبْحة من خيْطِها، جاز الجوابُ عنها بهذا الجوابِ الشاملِ، وإن كان وقوعُ ذلك الجواب وقوعاً عينياً يكون بعد كشفِ الصحفِ وقراءتها، والله أعلم. (انظر: التحرير والتنوير). (٢) جاءت الفاء لتربط بين المقطعين، والأول يتحدَّث عن البعث ومبادئه، وتقديرُ الربطِ بينهما: أنهم لو كانوا آمنوا بالقرآن الذي جاء القَسَمُ عليه، لصدَّقوا بما هو من أعظم أخباره، وهو البعث، والله أعلم. (٣) وقع خلافٌ في هذا التركيب «لا أقسم» على أقوال، منها: ١ - أنه نفي للقَسَم، والمعنى أن هذه القضية من الظهور بحيث لا تحتاجُ إلى قَسَمٍ عليها. ٢ - أن المنفيَّ محذوفٌ يقدَّر بما يناسبُ السياق، ويكون المعنى: لا ليس الأمرُ كما زعمتُم في القرآن، أُقسم بالخنَّس ... إنه لقولُ رسولٍ كريم. ٣ - أن «لا» جاءت لتأكيد القَسَم، ويدل عليه قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [الواقعة: ٧٥]، ثم قال بعده: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: ٧٦]، فأثبتَ أنه أَقْسَمَ، وأنهم لو كانوا يعلمون، لعلموا أنه قَسَمٌ عظيم، وهذا أقرب الأقوال للصواب، والله أعلم. (٤) اختلف السلف في المراد بهذه الأوصافِ الثلاثةِ على قولين: =