نعم وهذا الحديث عن سهل بن سعد المرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كره المسائل وعابها، والمقصود بالمسائل المكروهة، التي يظهر فيها التعنت وإفحام المسؤول، أو المسائل التي لا تكاد تقع، وقد نهو عن المسألة، نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن المسائل، وجاء النهي عن الأغلوطات، لكنه سأل -عليه الصلاة والسلام- وسألوه، جاءت الأسئلة في القرآن، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ} [(١٨٩) سورة البقرة]، يسألونك، يسألونك لكن كثرة المسائل بحيث يظهر منها تعنت السائل، والأغاليط والمسائل العويصة التي لا تكاد تقع، مثل هذه يكره السؤال عنها، اللهم إلا للاختبار، للاختبار لا للتعنيت، اختبار ذكاء الطالب وجودته، ليلقى عليه ما يناسبه من العلم، فحصه ليوضع في منزلته التي أمر أن ينزل فيها، مثل هذا يسأل، وكانوا يحبون أن يأتي الرجل العاقل من أهل البادية ليسأل؛ لأنه ما بلغه النهي عن السؤال فيسأل فيجيبه النبي -عليه الصلاة والسلام- فيستفيد الحاضرون، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن زبيد قال: "ما سألت إبراهيم عن شيء قط إلا رأيت فيه الكراهية".
لا شك أن تعرض الإنسان لأسئلة الناس تكليف، تكليف لهم، وهو أيضاً مزلة قدم، مزلة قدم؛ يخطئ يصيب، عرضة لأن يخطئ وأن يصيب، وعلى هذا المكان الذي فيه .. ، أو الظرف الذي فيه خوف، الإنسان لا بد أن يكون خائفاً من هذا الباب، أما الذي يفتي الناس وهو يضحك هذا مشكلة، لا بد أن يكون خائفاً وجلاً، أولاً من مسألة الخطأ، أن يقع الخطأ في فتواه، وأن يقصر في بحث المسألة، أو يتسرع في جوابها قبل فهم سؤالها، لا بد أن يتحرى في كل ذلك، ومعروف أن هذه تتطلب جهد ذهني وعقلي من الشخص، وهذا الجهد العقلي وكد العقل مكروه لدى الإنسان، ولذا يقول:"ما سألت إبراهيم عن شيء قط إلا رأيت فيه الكراهية": والآن من شيوخنا منهم ممن رسخ في العلم إذا سئل، إن كان جالساً قام، وإن كان قائماً اضطجع، لازم يتغير وضعه؛ يحمل هم الفتوى، هؤلاء هم أهل التحري وأهل الورع، أما الآن كثيراً ممن .. ، من الطلاب اللي ما بعد صار له شيء، يفتي في عضل المسائل وهو مرتاح، والله المستعان نعم.