"أكثرهم لي ذكراً، قال: رب أي عبادك أحكم؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس" ينصف، يعدل في نفسه، يعدل في نفسه، وفي ولده قبل أن يقضي على الناس، ويحكم عليهم "قال: رب أي عبادك أغنى؟ قال: الراضي بما أعطيته" لا شك أن الذي يرضى ويقنع هذا غني، ولو كان عنده من المال شيء يسير، هذا غني، أما إذا وجدت الأموال الطائلة مع عدم الرضا وعدم القناعة هذا الفقر بعينه، هذا الفقر بعينه
وكن صابراً للفقر وادرع الرضا ... بما قدر الرحمن واشكره واحمدِ
بعض الناس على سرير المستشفى يلهج بذكر الله وشكره ليل نهار، لو يشوفه واحد من ها الأصحاء قالوا: ويش يشكر عليه؟ هذا على ظهره بعد، ومقعده متكسر من كل .. ، يا أخي يشكر الله على أن جعله مسلم، مآله -إن شاء الله- إلى الجنة، كيف لو زاغ به طوفان الدنيا الموجود الآن، ثم انحرف عن دين الإسلام، ومات على غير هدى، يقول ابن القيم -رحمه الله-:
والله ما خوفي الذنوب وإنها ... لعلى سبيل العفو والغفرانِ
لكن خوفي أن يزيغ القلب عن ... تحكيم هذا الوحي والقرآنِ
ورضاً بآراء الرجال وخرصها ... لا كان ذاك بمنة الرحمنِ
فعلى الإنسان أن ينتبه لنفسه، نعم.
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال: "كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يسأل عن الشيء فيقول: إن هذا لفي الزبر الأولى".
"كان ابن عباس يسأل عن الشيء" طاووس يذكر عن ابن عباس أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: "إن هذا لفي الزبر الأولى" هل معنى هذا أنه على اطلاع في الكتب المنزلة الأولى، أو على أنه مما كتبه في أول الأمر وحفظه وضبطه، كما يدل على ذلك الحديث الذي يليه؟ فلا شك أن ما يحفظه الإنسان ويكتبه في أول الأمر أضبط مما يحفظه في آخر الأمر، ويكتبه في آخر الأمر، والأمر محتمل أنه يسأل عن الشيء فيقول: هذا موجود في كتب الأنبياء السابقين، كما جاء في آخر سورة الأعلى {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [(١٤ - ١٦) سورة الأعلى] هاه؟ بعده؟
طالب:{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى} [(١٨) سورة الأعلى].