للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا من باب التواضع في العلم من الكبير للصغير يقول الأعمش: "قال لي مجاهد: "لو كنت أطيق المشي لجئتك" يعني لأخذت عنك، وأخذ الكبير عن الصغير فيه تربية، فيه تربية للطلاب، يعني لما تجد عالم كبير جالس في حلقة من هو دونه لا شك أنك تجل هذا العالم الجالس الذي تواضع للأخذ عن من هو دونه، وأيضاً تحتقر نفسك، تزدري نفسك، أنت تفرط في هذا العلم، وهؤلاء الكبار جاءوا ليأخذوا هذا العلم، فلا شك أن هذا من باب التربية للطلاب، أن يجلس العالم وإن كان ليس بحاجة إلى ما عند هذا الصغير، نعم وإن كان لا يخلو مجلس من فائدة، لكن من باب تربية الطلاب، فعلى طالب العلم أن يعنى بهذا، وأن يجلس لسماع العلم من كل أحد، لكن إذا جاءت المفاضلة فالأخذ عن الكبار أولى، نعم.

أحسن الله إليكم:

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا إسماعيل عن ابن عون أن محمداً كره كتاب الأحاديث في الأرضين".

نعم الكتابة في الأرض، تكتب حديث على الأرض نعم، لا شك أن هذا امتهان للحديث، أو تكتب اسم من أسماء الله -جل وعلا-، أو آية من الآيات هذا امتهان، فكره محمد بن سيرين كتابة الأحاديث في الأرضين، منهم من قال: في الكراريس، لكن واضح يعني كراهة الكتابة في الأرض؛ لأن الأرض تداس وتهان، فينبغي أن تصان، إذا أراد الإنسان أن يعبث وهذه طريقة موجودة عند كثير من الناس أو يتعلم الخط ويتفنن فيه ويكتب على الأرض يكتب أي كلام عادي، لا يكتب أحاديث ولا آيات، ولا ما فيه لفظ الجلالة؛ لأن هذه ينبغي أن تحترم وتوقر وترفع عن مستوى الأرض، كثير من الناس إذا جلس. . . . . . . . . يشخط بأصبعه وإلا بعود وإلا بشيء، مثل هذا يترفع عما فيه ذكر الله -جل وعلا-، نعم، وأما كتابة العلم في الكراريس فكرهها جمع من السلف، ثم بعد ذلك أجمعوا على أنها من أفضل العمل، نعم.

أحسن الله إليكم:

<<  <  ج: ص:  >  >>