للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم وهذا ظاهر "كان يقال: أزهد الناس في عالم أهله" وفي بعض الألفاظ: "وجيرانه" والسبب في ذلك أن الناس البعيدين عنه يحرصون عليه؛ لأنه يرونه دائماً متماثل أمامهم متماسك، بينما أهله وجيرانه يطلعون منه على أشياء قد تنزل قيمته عندهم بسببه، وأيضاً كثرة المجالسة تزيل الهيبة، كثرة المجالسة مع الشخص تزيل الهيبة، فإذا زالت الهيبة خفت قيمة الرجل عند هذا الشخص، لكن من نظر إلى الأمور بحق، وأعطاها حقها، ووازن بين ما يسمعه من هذا العالم، وما يسمعه من غيره، لا شك أنه يقصد هذا العالم، ولو كان من أقرب الناس إليه، لكن هذا كثير يعني قل أن تجد من أولاد العلماء من يعنى بوالده ودروس والده، ويحرص عليها، ويلازمه ملازمة تامة، هذا قليل نادر، ولذا تجدون أقل القليل من الرواة من يقول: حدثني أبي عن جدي، إنما يحدث البعيد عن البعيد، هذا الغالب، يعني يندر جداً أن يوجد سلسلة بهذه الطريقة، اللهم إلا سلاسل معروفة ثلاث أو أربع أو خمس بالكثير، وإذا رويت رويت أحاديث قليلة يعني ما هي .. ، ما تدل على أنه لزمه ملازمة تامة، نعم، والواقع يشهد بذلك، ترون عيال المشايخ ترونهم أزهد الناس بوالدهم، والله المستعان، نعم.

طالب:. . . . . . . . . وابنه وحفيده.

نعم المؤلف هذا وابنه وحفيده من أهل العلم، والله المستعان، يوجد الآن من بعض العلماء ممن أولاده سبعة كلهم حملوا العلم، لكن لو رأيت بعين البصيرة وجدت جلهم قد تلقوا العلم عن غيره، لكنهم من أهل العلم، نعم.

أحسن الله إليكم:

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش قال: قال لي مجاهد: "لو كنت أطيق المشي لجئتك".

<<  <  ج: ص:  >  >>