للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

"حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم النخعي قال: "من طلب شيئاً من العلم يبتغي به الله -عز وجل- آتاه الله -عز وجل- به ما يكفيه".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذا الأثر عن إبراهيم النخعي يقول: "من طلب شيئاً من العلم" والمقصود به العلم الشرعي المورث لخشية الله -عز وجل-، المتلقى من نصوص الوحيين، "يبتغي -بذلك وجه الله- - عز وجل-" لا يريد به عرض من عرض الدنيا، ولا يرائي به "آتاه الله -عز وجل- به" بسبب هذا العلم "ما يكفيه" من أمور دينه ودنياه، يوصله إلى المراد من أقرب طريق بالنسبة لأمور الدين، وبالنسبة لأمور الدنيا هذا الذي جعل الآخرة نصب عينيه، يأتيه رزقه من حيث لا يحتسب، ويرزقه من حيث لا يحتسب، يأتيه ما يكفيه بحيث لا يحيجه إلى الناس.

وقد يقول قائل: إننا نرى كثير من طلاب العلم، أو من أهل العلم منهم بأمس الحاجة إلى ما في أيدي الناس؛ لأنهم انقطعوا للعلم الشرعي، وغفلوا عن تحصيل أسباب المعيشة، فاحتاجوا إلى الناس.

نقول: نعم قد يبتلى الإنسان بالحاجة والعوز إلى ما عند الناس، وقد يبتلى بزيادة الأموال، فالدنيا ليست هدف للمسلم فضلاً عن العالم وطالب العلم، بل صرح بعضهم أن العالم إذا رؤي في عيشته سعة وزيادة، لا شك أن هذا سببه نقص في دينه؛ لأن منهم من يقول: "إذا رأيت العالم موسع عليه في أمر دنياه فاتهمه" لكن لا يلزم هذا، هذا ليس بلازم، هذا ليس بلازم، لكن وجود الأموال وعدمها ابتلاء من الله -جل وعلا-، ويبتلى به العالم وغير العالم، الصادق وغير الصادق، العابد وغير العابد، يبتلون بزيادة الدنيا لينظر في مدى شكرهم، كما أنهم يبتلون بالحاجة والفاقة لينظر مدى الصبر عندهم، وعلى كل حال من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، نعم.

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن أبي يزيد المرادي قال: "لما حضر عبيدة الموت دعا بكتبه فمحاها".

<<  <  ج: ص:  >  >>