للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم بن أبي النجود: القارئ المعروف، عن زر بن حبيش قال: "أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟: ما الذي جاء بك؟ قلت: أطلب العلم: جاء ليطلب العلم، مثل هذا يرحب به، فهو وصية النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم ذكر له ما يعينه على الاستمرار في طلب العلم، فقال: "إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً لما يطلب": رضاً لما يطلب، تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً لما يطلب، تتواضع له، وهذا من خفض الجناح، فإذا كانت الملائكة تتواضع لطالب العلم، ومنهم من يقول: تضع أجنحتها لتظله مما يؤذيه وتحميه.

على كل حال هذا الحديث جاء هكذا موقوفاً، وجاء مرفوعاً إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وعلى كل حال هو مرفوع حكماً، مرفوع حكماً؛ لأن مثله لا يقال بالرأي ((إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم)).

وجاء فيما يتعلق بهذا الحديث من شؤم مخالفة السنة والاستهزاء بالسنة والاستهتار بالسنة، ذكر المؤرخون قصة حصلت لشخص معروف يعني عندهم، لما سمع بهذا الحديث شخص مستهتر وضع في خفيه مسامير -نسأل الله السلامة والعافية- قالوا: لماذا؟ قال: ليطأ أجنحة الملائكة، فخسف به، ساخت به الأرض.

والقصص في هذا الباب كثيرة، يذكرها العلماء كالحافظ ابن كثير وغيره من المؤرخين، ذكروا أن شخصاً استاك في دبره، جعل السواك في دبره، كلهم يطلقون على أنه أحس بشيء في بطنه، وهذا الشيء يزيد شيئاً فشيئاً إلى أن بلغ أشهر فنزل منه قطعة -قطعة كبيرة من اللحم- فصارت تصرخ بأعلى صوت إلى أن جاءت ابنة هذا الرجل فرضختها بحجر!

كل هذا من شؤم الاستهزاء والاستهتار بالسنة، وبعض الناس من قصد ومن غير قصد، حتى بعض الشباب الأخيار، وبعض العوام قد يقول كلاماً محتواه الاستخفاف بالسنة، لكن علينا أن ننتبه لهذا، ننتبه لهذا فالاستخفاف بالسنة شأنه عظيم؛ لأنه استخفاف بالدين، استخفاف بالدين، واستهزاء بالدين، والاستخفاف والاستهزاء كما يكون بالقول يكون بالعمل أيضاً، فنكون على غاية الحذر من هذا الباب، وليكن همنا وديدننا تعظيم الدين، وما جاء به الدين، نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>