للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع عن بن عون عن محمد قال: "قلت لعبيدة: أكتب ما سمعت؟ قال: لا، قلت: إن وجدت كتاباً أقرؤه؟ قال: لا".

نعم هذا عن عَبيدة بن عمرو السلماني، يقول: أكتب، يسأله عن محمد قال، محمد ابن؟

طالب: سيرين.

نعم التابعي الجليل محمد بن سيرين، يسأل عبيدة أكتب ما سمعت؟ قال: لا، لماذا؟ لأنك إذا كتبت اعتمدت على الكتابة فأهملت الحفظ، قال: إن وجدت كتاباً أقرأه؟ قال: لا، احفظ، لا تعتمد على الصحف، ولا على الكتب؛ لأنك إذا اعتمدت على كتابتك نسيت الحفظ، إذا اعتمدت على كتاب غيرك لا تأمن التحريف والتصحيف، فالذي يعتمد على الكتب لا شك أنه يقع في شيء من التصحيف والتحريف، والذي لا يعتمد على الأخذ من أفواه الشيوخ هذا يكثر عنده الخطأ، شيخ من الكبار يقرأ في ترجمة راوي: روى عن فلان وفلان وعنه سلمة بن كهبل، ها؟ ابن كهيل، يقول: ابن كهبل، وهو من الكبار -والله- أنه من الكبار اللي تولون إفتاء الناس، لكن هذا سببه إيش؟ ما أخذ من الشيوخ، ما تلقى عن الشيوخ، أخذ هذا العلم من الصحف، فكونه يعتمد على كتاب يقرأه لا، نعم إذا تأهل وصار عنده ملكة وخبرة ودربة على معرفة كيف يقرأ الكتب؟ ويعرف الرجال؛ لأن معرفة الرجال من أشق الأمور؛ لأنها أمور توقيفية، لا بد تسمعها، لا بد .. ، إن لم تسمعها تذهب إلى كتب الضبط التي تضبط لك اسم هذا الرجل، أما تقرأ من كتاب يحتمل تصحيف، يروح نقطة خلاص، انتهى، .... يضحك عليك.

طالب: مثل عَبيدة.

مثل عبيدة لو يضبط بضم العين الذي يقرأ على. . . . . . . . . يبي يضم العين، فلا بد من العناية بالأخذ من أفواه الشيوخ المتقنين، ومراجعة الكتب التي تُعنى بالضبط ككتب المشتبه، كتب المشتبه، وكتب المؤتلف والمختلف، والمتفق والمفترق، لا بد من مراجعتها، ومن كان علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه.

وإذا انتقدوا شخصاً قالوا: علمه من الكتب، من الصحف، هذا يقع في المضحكات، نعم.

أحسن الله إليك:

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع عن شريك قال: "سمعت شيخاً فحليته، فقالوا: ذاك أبو ضمرة، قال: رأيت حماداً يكتب عند إبراهيم عليه كساء له أنبجاني، وهو يقول: والله ما نريد به دنياً".

<<  <  ج: ص:  >  >>