للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم هذا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في ذوي أسنانكم" نعم إذا كان العلم عند الكبار الذين يقنع بهم من دونهم، يقنع بهم من دونهم، ويكون كلمة إجماع بالنسبة لمن دونهم بحيث لا يأنفون من الأخذ عنهم؛ لأن الأقران يكون بينهم ما يكون، فيأنف الإنسان أن يأخذ عن قرينه فضلاً عن أن يأخذ ممن هو دونه، فإذا كان العلم عند الأحداث كبار السن يأنفون في الأخذ عنهم، وهذه النفوس مجبولة على هذا، لكن لا ينبل الإنسان ولا يكمل حتى يأخذ عن من هو مثله ومن فوقه ومن تحته، التواضع لا بد أن تكون سمة العالم وطالب العلم، يأخذ العلم من أي شخص يوجد عنده، ولا يأنف أن يروي عن الصغير، ولا يأنف أن يأخذ عن الكبير، أما هو في الغالب أنه إذا كان عند الأحداث صغار الأسنان، هؤلاء يأنف الكبار جبلة، يعني خلقة، يأنفون من الأخذ ممن هو دونهم، وقد يتهمونهم بالعجلة، وعدم الحنكة، وهؤلاء ما حنكتهم التجارب، ولا عصرتهم الأيام ولا كذا، يتعللون بهذا فلا يؤخذ العلم عنهم، لكن ما العذر إذا كان العلم عند أكبر شخص في البلد؟ ما يأنف أحد، ومر بكم نماذج تكاد تكون إجماع من الناس، ما في أحد يبي يأنف أن يأخذ العلم عن ابن باز أبداً، إجماع بين الناس، وكذلك علماؤنا وشيوخنا الكبار ما في أحد بيأنف عنهم، لكن وجد شخص صغير إما أن يحذر منه بسبب أو بغير سبب، قد يقول قائل: من باب الحسد مثلاً، وبمثابة أولاده كيف جمع العلم؟ متى حصل؟ من شيوخه؟ ما له شيوخ ما له كذا، هذا في الغالب يبعث عليه شبه حسد، وقد يكون كلام بعض الناس من حسن نية، يعني ليصرف الطلاب عن هذا الشاب إلى الكبار؛ لأن الكبار في الغالب هم الذين يفوت علمهم بوفاتهم، والصغير هذا ملحوق عليه، لكن في سلف هذه الأمة نماذج من الصغار تلقى عنهم الكبار، مالك جلس للتحديث قبل العشرين، وازدحم الناس عليه، ويش المانع؟ يعني إذا تميز صار الشخص متميز بارع وهو صغير يأخذ عنه، فمتى احتيج إلى العالم عليه أن يجلس للتعليم صغير أو كبير، فمثل هذا ليس على إطلاقه، لكن في الجملة أن الناس يأنفون من الأخذ عن الصغار، نعم.

أحسن الله إليكم:

<<  <  ج: ص:  >  >>