عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، يقول:"كتبت عن أبي كتاباً -يعني من مروية ومن علمه- فظهر علي -ورأى الكتاب بيدي- فأمر بمركن" مركن: إناء يغسل فيه الثياب مثل الطشت وإلا الطنجرة وإلا شيء "فقال: بكتبي فيها فغسلها" مثل ما يغسل الثياب، يعني محا، محا الكتابة؛ لأنهم .. ، كأن كتابته عن أبيه من علم أبيه ومن فقه أبيه، لا يريد له أن يعتني بفقه أبيه -علم أبيه- وينشغل به عن نصوص الكتاب والسنة، فالطالب عليه .. ، طالب العلم عليه أن يعنى بنصوص الوحيين الأصل، نعم.
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال: "كتبت عن أبي هريرة كتاباً فلما أردت أفارقه قلت: يا أبا هريرة إني كتبت عنك كتاباً فأرويه عنك؟ قال: نعم اروه عني".
نعم هذا كتب عن أبي هريرة من علمه بشير بن نهيك، تقدم، كتب عن أبي هريرة، واستأذنه في أن يرويه عنه، استأذنه في أن يرويه عنه؛ لأنه ما كل العلم يتاح للرواية والنقل؛ لأن بعض التعليقات لبعض الناس لا يريدون أن تنتشر عنه، ولا يريد شيء من هذا العلم ينسب إليه، من باب التحري، ومن باب الورع، وبعض الناس يقول: اسمعوا ولا ترووا بس، نعم، لكن إذا حدث المحدث بحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمعه منه المتلقي، هل له أن يمنع من روايته عنه؟ ليس له ذلك، ليس له ذلك، فلو قال: لا ترووه عني، يروى عنه، ولو خص بعضهم قال: أنت لا تروي عني، لا يمتثل، إلا إذا قال: أخطأت، هذا الحديث ليس من روايتي، أخطأ في هذا الحديث، فلا تجوز الرواية عنه حينئذٍ، هنا استأذن أبا هريرة "فأرويه عنك؟ قال: نعم اروه عني" نعم.
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال عبد الله -رضي الله تعالى عنه-: "إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في ذوي أسنانكم، فإذا كان العلم في الشباب أنف ذو السن أن يتعلم من الشباب".