وهذا تقدم، أطراف الأحاديث التي يتذكر بها طالب العلم بقيته، قد يكون عنده الورق ما يستوعب كتابة الأحاديث، أو الوقت لا يستوعب فيذكر طرف الحديث ليتذكر به، وهذا مثل ما نكتب العناصر، عناصر خطبة، أو عناصر درس وإلا شيء، تتذكر بها ما تريد الكلام فيه، نعم.
أحسن الله إليكم:
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا دراج عن بن حجيرة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((مثل الذي يعلم العلم ولا يحدث به كمثل رجل رزقه الله مالاً فلم ينفق منه)).
هذا مضى أيضاً هذا الخبر، مثل الذي يعلم العلم، يحصل شيئاً من العلم ولا يحدث به هذا مثل رجل رزقه الله مالاً فلم ينفق منه، يعني مع الفارق إذا وجد الإنفاق من صاحب المال ووجد الإنفاق من صاحب العلم، العلم لا شك أنه تزيده النفقة، وأما المال فتنقصه النفقة ولو ظاهرة، تنقصه النفقة ولو ظاهراً، وإن كانت تزكية وتنمية وتطهير للمال، لكن المسألة مسألة الظاهر، إذا أخذت من الألف مائة وأعطيتها فقير نقص مائة، لكن وإن كان في باطن الأمر أن المال ينمو ويزكو، لكن هذا نقص حقيقي مشاهد وملموس، لكن العلم إذا أنفقت منه ينقص؟ لا، يزيد، فالعلم تزيده النفقة، والمال ينقص بها، كما قرر ذلك ابن القيم من المقارنة التي عقدها بين صاحب العلم وصاحب المال.
يقول: مثل الذي يعلم -هذا البخيل- الذي يعلم يتعلم العلم ويتعب عليه، ثم بعد ذلك لا يعلمه الناس مثل هذا بخيل، نعم.
"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال: "اطلبوا ذكر الحديث لا يدرس".