للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا جلس إليه أربعة: قام؛ يظنهم كثرة، ثلاثة يكفون، ولو وجد واحد يحمل العلم بحقه يكفي، يكفيك واحد، وبعض الناس ينظر إلى الكثرة وأنه مقياس، وأن هذا العالم هو. , .. ؛ لأنهم ينظرون إلى أنه كلما كثرت الجموع كانت الدلالة على أنه أعلم من غيره، أو الناس أحوج إليه من غيره!! ما هو بصحيح؛ نشوف فئام الناس يجتمعون على القصاص أكثر من أهل العلم الراسخين، هذا الحاصل، تذكر محاضرة لفلان أو علان، في نهايتها لو تقول له: اعطني فائدة أو فائدتين من هذه المحاضرة ما أدرك شيئاً، والعالم الرباني اللي معك كتابك يشرح لك كلام الله وكلام رسوله بعلم متين مؤصل متعوب عليه، كل كلمة فيها فائدة، ومع ذلك الحضور يكون أقل.

وهذا أبو العالية إذا اجتمع إليه أربعة قام، فليست العبرة بالكثرة، العبرة بمن يحمل هذا العلم عنك وينشره بعدك، فيكون لك أجره وأجر من تبعه إلى يوم القيامة، وجاء في الحديث الصحيح: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: من علم ينتفع به .. )) علم ينتفع به، وهذا يكون بالتعليم والتأليف، ينتفع بالتعليم وبالتأليف، لكن المدار على النية والإخلاص؛ ((إنما الأعمال بالنيات)) {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} [(٥) سورة البينة]، فلا بد من الإخلاص، وإذا نوى الإنسان النية الصالحة الخالصة ما تهمه الكثرة ولا القلة، لا تهمة الكثرة ولا القلة، ولست العبرة بالكثرة، أكثر من يحضر الدروس تجزم بأنهم لا قيمة لهم.

الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- قيل له: إن طلاب، طلاب كلية الشريعة -هذا الكلام قبل أربعين سنة- كثروا، لكن ما تشوف بهم ناس يعتمد عليهم ويعول عليهم، قال: إذا صفى لنا العشر يكفي، يكفينا عشر، البقية هؤلاء يسدون وظائف ومرافق والناس .. ، يكفون حاجة المسلمين في بعض المرافق، أما علماء، علماء ما نبي ما نحتاج ولا عشرهم، الذين يحملون العلم بحق ويؤدونه إلى من بعدهم، هذا الكلام صحيح، أنت تجد الآن في الحلقة خمسمائة أو ألف، يعني لو خرج منهم خمسين يكفي، يفون بحاجة الأمة، والله المستعان، نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>