حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني عبد الله بن العلاء قال: سمعت مكحولاً قال: "كنت لعمرو بن سعيد العاصي أو لسعيد بن العاص، فوهبني لرجل من هذيل بمصر، فأنعم عليَّ بها، فما خرجت من مصر حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم لقيت الشعبي فلم أر مثله -رحمه الله-".
وهذا الأثر عن مكحول، وهؤلاء العلماء الأئمة، إبراهيم، والشعبي، وسعيد بن جبير، وأبو العالية، ومكحول، لهم قصص ولهم أخبار، على طالب العلم أن يعنى بها ويطلع عليها، في السير كثير من أخبارهم، يعني تنشط همة طالب العلم وتفتح له آمال وآفاق؛ لأنه كما يقول أهل العلم: بذكر الصالحين تتنزل الرحمات، فإذا قرأنا في كتبهم -في سيرهم وما دون عنهم- من أخبارهم نشطنا، نعم المعول على الكتاب والسنة، لكن هؤلاء تطبيق عملي للنصوص؛ لأنهم عملوا واقتدوا، ونفذوا، ائتمروا وانتهوا، فيستفاد من سيرهم.
هذا يقول -مكحول بن عبد الله الشامي- مكحول من يعرف من أوصافه شيئاً؟ أوصافه الخلقية؟
مكحول مولى، مولى عبد يباع ويشرى، وإذا اطلعنا إلى بعض الأوصاف التي ذكرت سواءً كانت في خلقه أو في خلقه ومثله أو أشد من عطاء عرفنا أن الدنيا لا تسوى شيئاً، الإنسان يحرص على ثوبه باستمرار يصير مكوي ما فيه عرافيط ولا فيه شيء، أو شماغه أو ملبسه أو مركبه، هذولا خلقة فيهم عاهات، لكن ليست العبرة بالشكل، ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))، يعني تصور شخصاً بمستشفى النقاهة محكوم عليه أنه ما هو بطالع إلا بعد .. ، ما هو بطالع أبداً إلا. . . . . . . . . فيه عاهات وفيه تعكفات وفيه أمور يعني .. ، يوجد من أهل العلم مثله في خلقته، ومع ذلكم على رؤوس الخلفاء يوضعون تاج، وهذا كان مولىً لعمرو بن سعيد بن العاص، أو لأبيه سعيد بن العاص.