للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: فوهبني لرجل من هذيل: لرجل من هذيل، بمصر فأنعم عليَّ بها: يعني أنعم عليه بالحرية، أعتقه، ولا شك أن الرق مع ما جاء في فضله من النصوص، في من أدى حق الله وحق مواليه هذا له أجران، لكن يبقى أن الحرية لا يعدلها شيء، يتعبد، يتعبد على راحته، وينتقل من بلد إلى آخر، ويقضي وقته في ما يرضي الله -جل وعلا- يرتاح من خدمة المولى.

يقول: فأنعم علي بها، فما خرجت من مصر حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته: من عالم إلى عالم، من حلقة إلى حلقة، من كذا إلى كذا، أدرك كل علم المصريين.

ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته: وهكذا ينبغي للإنسان أن يعنى بعلم أهل بلده، فإذا انتهى منهم ينتقل إلى بلد آخر، فإذا انتهى منهم ينتقل إلى بلد آخر، ليحصل ما عندهم من علم مما ليس عند أهل بلده.

يقول: ثم لقيت الشعبي: يقول: يكفيني علم مصر وعلم المدينة؟ لا، وقف على هذا الحبر –الشعبي- يقول: فلم أرَ مثله -رحمه الله-": أيش السبب؟. السبب ما يفوته شيء، مثل ما تقدم أنه ما كتب سوداء على بيضاء، يحفظ، والحفظ لا علم إلا بحفظ، ما في علم إلا بحفظ، العلم الشرعي ما في بدون حفظ، نعم العلوم التجريبية مبنية على العمل اليدوي أمرها سهل ما تحتاج إلى حفظ، إذا نظرت إلى الآلة وعرفت المسمار ومعك المفك عرفت، ما يحتاج حفر، ولذا الذين تعلموا قيادة السيارة، وتعلموا الهندسة وصناعة السيارات بالخبرة أفضل من الذين درسوها، في كتب تعليم قيادة السيارة، لكن أيش الفائدة؟ وقل مثل هذا في الأمور العملية، عندك كتاب مجلد في تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد وكذا، هل هذا أفضل -الذي يحفظ هذا الكتاب- أو الذي يزاول بيده؟ لا، هذا يحتاج إلى مران، ويحتاج إلى عمل، لكن قال الله، وقال رسوله، لا بد من الحفظ، لا بد من الحفظ، وهناك دعاوى مغرضة للصد عن العلم الشرعي، قضايا يزعمون أنها تربوية، يقولون: الحفظ يبلد الذهن، أيش معنى هذا حفظ كتاب، زاد في البلد نسخة ثم. . . . . . . . . نقول: نعم يزيده نسخة، احفظ وافهم، وحرر ونقح ووجه واستنبط؛ هذا العلم. ثم لقيت الشعبي فلم أر مثله -رحمه الله-: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>