للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني تميم بن عطية العنسي قال: سمعت مكحولاً يقول: "اختلفت إلي شريح أشهراً فلم أسأله عن شيء؛ اكتفي بما أسمعه يقضي به".

وهذا أيضاً عن مكحول يقول: "اختلفت إلي شريح أشهراً: شريح القاضي معروف من مشاهير القضاة، من الدهاة المعروفين في هذا الباب من أهل العلم، والنباهة، يقول: اختلفت إليه شهراً، فلم أسأله عن شيء؛ اكتفي بما أسمعه يقضي به": ومثل شريح قاضي عالم مفتي، من جلس عنده ولو دقائق استفاد؛ لأن المجالس معمورة بما ينفع، ليست مجالس قيل ولا قال، تجلس عند العالم، وهذه طريقة كثير من العوام وأدركناهم يجون يجلسون عند الشيخ يستفيدون، يستفيدون من المجالس -من مجالس الذكر مجالس العلم مجالس الشيوخ- والآن كثير من عوام المسلمين من كبار السن رجال ونساء صار عندهم معرفة ببعض المسائل الفقهية وبكثير من المسائل الفقهية أكثر من بعض من ينتسب إلى العلم وطلبه؛ بسبب مجالستهم لعلماء الآن، ما يقوم مقامهم، برنامج نور على الدرب تفتحه العجوز أو الشايب ويسمعون واستفادوا فوائد عظيمة، هذه مجالس معمورة بالخير والفضل.

مجلس شريح أيش تتصورون، كم الأرض الفلانية، وكم المخطط الفلاني. . . . . . . . . ما فيه، ما في إلا علم، قضاء، إفتاء، حل مشاكل، مشورة، نصح، توجيه، إلى غير هذا.

فيقول: اختلفت إلى شريح أشهر فلم أسأله عن شيء؛ أكتفي بما أسمعه يقضي به: شريح هذا جاءه ولده وقال: إنه له مع آل فلان خصومة، يريد أن يعرضها عليه، ليختصر عليه الطريق إن كان له حق قال: هاتهم، وإلا تركهم، سمع القضية شريح قال: هاتهم، جيبهم، فلما مثلوا بين يديه ادعى عليهم، أيش تقولون؟ قالوا: ما لك شيء، قال له: يا أبت أنا جئت قلت لك قبل كان ريحتني ما نجيبهم لا نتعب ولا نتعبهم، قال: لا، خليك من هنا، هنا مقاطع الحقوق، أنت لو قلت لك: ما لك شيء، رحت تصالحهم ولو على شيء يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>