١ - أول ما رأيت أن لسبط ابن العجمي حاشية على " الكاشف ": رأيت ذلك في ترجمته عند تلميذه النجم ابن فهد في " معجم الشيوخ " له ص ٤٩، قال:" وله حواشي على " صحيح مسلم "..، و " الكاشف " للذهبي ".
ثم رأيت ذلك في " لحظ الالحاظ " للتقي ابن فهد - والد النجم -، و " الضوء اللامع " ١: ١٤١.
ثم يسر الله تعالى لي الحصول على صورة عن " الكاشف " محلاة بها، بخط السبط نفسه، وأصلها محفوظ في خزانة المكتبة العثمانية بحلب تحت رقم ٢٢٦، وأنا لا أدري أنها هي.
فلما وقفت عليها فرحت بها جدا، وازداد فرحي واغتباطي بها لما رأيت كاتبها البرهان رحمه الله وثقها بقوله بجانب اسم الكتاب:" ملكه إبراهيم سبط ابن العجمي الحلبي، وكتب عليه فوائد ".
ولولا هذه الكتابة لما وثق بها، ولما عرفها إلى من خبر خط البرهان من كتب أخرى له، لانه لم يكتب لها مقدمة ولا خاتمة.
وزاد الامر تأكدا ووثوقا بان الخط خطه وقلمه بالمقارنة بينه هنا وبين كتاباته الاخرى، مثل " نهاية السول "، و " نثل الهميان "، و " الكشف الحثيث " وغيرها.
فلا مجال لادنى توقف في صحة ذلك.
والحمد لله.
٢ - ولم يختر البرهان اسما لحاشيته، سوى أنه تلطف وسماها " فوائد " قيدها على حواشي النسخة، يستذكر بها لنفسه ما يتعلق بالرجل، أو يستفيد منها قارئ النسخة بعده، وتقدم قبل أسطر قوله:" ملكه إبراهيم ... وكتب عليه فوائد ".
ب - مقصده فيها: ٣ - لا ريب أن البرهان الحلبي لم يرد استقصاء الكتابة على جميع تراجم " الكاشف "، كما أنه لم يرد استقصاء الكتابة على الترجمة الواحدة من جميع وجوهها، إنما اهتم بامور نبه إليها في مقدمة كتابه " نهاية السول ".
قال رحمه الله بعدما تكلم بايجاز عن " الكمال "، و " تهذيبه "، و " تهذيبه ": " وكتاب " الكاشف " مختصره، وكثيرا لا يذكر فيه تعديلا ولا تجريحا، ولا وفاة بعض الشيوخ لا رمزا ولا تصريحا ".