ومن أمانته - وهي صفة واضحة جدا في كتاباته -: أنه ينسب نقوله وفوائده إلى قائليها، إن كان نقله عنه مباشرة، ويسمي واسطته إن كان بالواسطة، ولا يتحرج.
١ " - فمنذلك: قوله في ترجمة دحيبة: " ذكرها ابن حبان في الذال المعجمة - أي: ذحيبة - على ما قاله شيخي نور الدين الهيثمي في " ترتيبه للثقات ".
فلم ينسب ذلك إلى " الثقات " مباشرة، متجاوزا الواسطة التي استفاد منها الفائدة، وفي حال كون ذلك صوابا يكون قد نسب الفضل إلى أهله، وإن كان غير ذلك يكون قد أبرا نفسه من العهدة.
٢ " - وكتب حاشيةعلى ترجمة يعلى بن أمية - أو: منية - رضي الله عنه، نقل فيها نقولا عديدة، عن المصنف، وابن الصلاح، والزبير بن بكار، وابن ماكولا، وابن عبد البر، والطبري، والمزي، وختمها بقوله:
" نقلت بعضه من كلام شيخنا العراقي، مراجعا ما عندي من المصنفات المذكورة ".
فتأمل قوله: " نقلت بعضه " وتاس، وتذكر ما في " الجواهر والدرر " للسخاوي ١: ١٢٠: " صح عن سفيان الثوري أنه قال ما معناه: نسبة الفائدة إلى مفيدها من الدق في العلم وشكره، وأن السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره ".
وقول الامام ابن عبد البر رحمه الله في " جامع بيان العلم وفضله " ٢: ٨٩: " يقال: إن من بركة العلم أن تضيف الشئ إلى قائله ".
وقول الامام النووي رحمه الله في " بستان العارفين " ص ٢٨ - وهو بتكلم عن حديث " الدين النصيحة " -: " ومن النصيحة: أن تضاف الفائدة التي تستغرب إلى قائلها، فمن فعل ذلك بورك له في علمه وحاله، ومن أوهم ذلك وأوهم فيما ياخذه من كلام غيره أنه له: فهو جدير أن لا ينتفع بعلمه، ولا يبارك له في حاله.
ولم يزل أهل العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائليها.
نسال الله تعالى التوفيق لذلك دائما ".
وكان رحمه الله يحتاط ويستوثق لنفسه حين يريد مناقشة المصنف في لفظة تحتمل الثبوت عنه وعدمه، فمن ذلك: أن الذهبي قال في ترجمة عبد الله بن زمعة القرشي: " أخو سودة أم المؤمنين " فعلق عليه أولا بان هذا: " ليس بجيد، إنما أخوها عبد بن زمعة ... " وأما عبد الله هذا فهو " ابن أخت أم سلمة أحد الاشراف ".
ثم قال: " ثم راجعت نسخة صحيحة مقروءة على ابن رافع تقي الدين فلم أر فيها: أخو سودة أم المؤمنين، وهذا الصواب ".
مع أنها ثابتة في الاصل، كما نبهت إليه، فحق الاستدراك على المصنف.
- ومن فوائده النادرة: ١ " - نقله في ترجمة سليمان بن صالح سلمويه عن العقيلي - بواسطة أبي علي الغساني - قوله: " كان عندهم ثقة "، وهي قائدة م أرها في المتداول من كتب الجرح والتعديل.
٢ " - ونقله توثيق صدقة بن بشير
٢٣٨١- عن ابن ماكولا.
وليس في التهذبين شئ.