ومنهم: عقبة بن سويد الجهني، علق له أبو داود حديثا عن أبيه سويد، ولم يترجموهما جميعا، فاستدركت ترجمتهما.
٢ - ترجم المزي لبعض من له ذكر في الكتب الستة - لا رواية - فحذف الذهبي بعضا منهم، وأبقى بعضا آخر.
مثل: هني مولى عمر بن الخطاب، ونوف البكالي، وعبد الرحمن بن أيمن، ترجم لهم المزي، وتبعه المصنف في الاولين، وترك الثالث، وحكمهم سواء.
وترجم المزي لابي عمرو الشيباني، لان مسلما روى له تفسير غيرب " أخنع الاسماء " وتبعه المصنف، وفات المزي أن يترجم لابي حاتم السجستاني وله تفسير غريب أسنان الابل عند أبي داود، فلم يستدركه المصنف.
وتقدم أن المزي لم يترجم للحجاج الثقفي، فاستدرك المصنف ترجمته ورمز له خ فقط، مع أن كلمته التي في " صحيح البخاري " هي في " صحيح مسلم " أيضا، فلم يطرد في استدراكه!.
أما ما يقال في منهجه الخاص: فامور يسيرة، منها:
١ - أنه لم يسر على وتيرة واحدة في سياق نسب المترجم، فهو في الاكثر الاغلب يذكر اسم الرجل، واسم أبيه ... ملتزما الترتيب الهجائي الدقيق، مما ييسر المراجعة على الباحث - وصاحب الفضل هو صاحب السبق: الحافظ المزي -.
لكنه تارة لا يسمي أباه، وتقع الترجمة وسط أسماء المذكورين بآبائهم، فلا يقع على بغيته إلا من عرف نسب الرجل.
ترجم لبكير بن ااخنس، ثم لابن أبي السميط، ثم ابن شهاب، ثم ابن عامر البجلي، ثم ابن عبد الله بن الاشج، ثم بكير الضخم، ثم بكير بن عطاء.
فالضخم صفة لبكير، ووفعت ترجمته بين: ابن عبد الله، وابن عطاء، فهو ابن من؟ فعلى القارئ أن يقدر ذلك من سياق الترتيب.
٢ - وقلت فيما سبق: إنه لم يلتزم في ذكر شيوخ المترجم أي معنى وملحظ، ولو أنه التزم أن يكونوا من رجال الكتب الستة الثقات: لكان الغاية في الجودة! فان لم يتيسر اشتراط الثة - وهذا في عدد قليل من المترجمين - أشار إلى ذلك برمز يصطلح عليه، كما اصطلح أن يرمز لمن انفرد ابن حبان بتوثيقه ويقول فيه " وثق ": أن يضع فوق اسمه: حب.
وثمة ملاحظات حول أحكامه على الرواة، وأخرى على رموزه، لا أحب التعجل بذكرها، إذ محلها الاليق بها عند دراستهما في الفقرتين الرابعة والخامسة إن شاء الله تعالى.
ولكني أستطيع القول: إن التزام الحافظ ابن حجر لمقومات الترجمة في " التقريب " أو فى وأقوم من المصنف في " الكاشف " وإن كانت أوهام ابن حجر في رموز المترجم أكثر من الذهبي، رحمهما الله تعالى.