والامر - كما قال شيخنا في تعليقاته على " الرفع والتكميل " ص ٣٩١، وعلى " قواعد في علوم الحديث ".
ص ٢٥٧ - " يستحق أن يوليه بعض الباحثين الافاضل تتبعا خاصا، رجاء أن يتوصل به إلى تقعيد قاعدة
مستقرة تحدد مراد البخاري من تعبيره المختلفة ".
* * * هذا، ولم يبق إلا أربع كلمات يستعملها الذهبي كثيرا في كتبه عامة، ومنها: " الكاشف "، وليست من كلمات الجرح ولا التعديل، وهي: متاله أو يتاله، وجلد، وممدح، وبس.
١ " - أما متاله أو يتاله: فيذكرها الذهبي رحمه الله في سياق تنويهه بعبادة الرجل وإشادته بتوجهه إلى الله تعالى بالكلية.
كقوله في رباح بن زيد الصنعاني: " ثقة، زاهد، متاله ".
قال الامام الغزالي رحمه الله تعالى في " المقصد الاسنى في معاني أسماء الله الحسنى " ص ٦٢ بعد ما شرح اسم
الله) : " تنبيه: ينبغي أن يكون حظ العبد من هذا الاسم: التاله، وأعني به: أن يكون مستغرق اللب والهمة بالله عز وجل، لا يرى غيره، ولا يلتفت إلى سواه، ولا يرجو ولا يخافإلا إياه ".
وفي " القاموس المحيط ": " التاله: التنسك والتعبد، والتاليه: التعبيد ".
وهذه الكلمة نادرة الورود على لسان المحدثنى، ولم أرها في كلامهم إلا مرد واحدة، جاءت في كلام الامام أبي زرعة الرازي رحمه الله، رأيتها في " أسئلة البرذعي لابي زرعة " ٢: ٣٦٧، قالها في عبد الكريم الجرجاني.
٢ " - وأما جلد: فيستعملها غالبا مع الرافضي الشيعي، وهي للدلالة على تمكنه وتشدده في مذهبه وفي " القاموس ": " الجلد: ... الشدة والقوة، وهو جلد، وجليد، من إجلاد وجلداء، وجلاد، وجلد ".
ويستعمل المصنف بهذا المعنى والسياق كلمة أخرى، لا سيما في كتاب " الميزان فيقول مثلا: فلان من عتق الشعية، يريد من المتشددين فيهم، لان العتيق هو القديم، ومن قدم في أمر تمكن فيه وقوي.
٣ " - وأما ممدح: فيقولها فيمن كان كثير المكارم والسماحة والجود، فكثر مدح الناس له.
وفي " القاموس ": الممدح: " الممدوح جدا ".
وممن قالها فيه: خالد بن عبد الله القسري
١٣٣٥) ، وعاصم بن عمر بن الخطاب
٢٥١٠) .
٤ " - وأما بس: فهكذا ضبطها: السين ساكنة، وهي بمعنى: فقط، وحسب، وهي كلمة عربية فصيحة، وقيل: لغة ضعيفة مسترذلة.
كما في " القاموس ".
وإنما ضبطت السن بالسكون - مع وضوحه - لاني رأيت المصنف والحافظ ابن الاسنكندري صاحب نسخة السبط وضعا شدة كبيرةعلى السين في ترجمة الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري "، وهي على عربيتها نادرة الاستعمال على لسان المتقدمين - بله المتأخرين - فلم أرها في كلامهم إلا مرة في كلام أبي زرعة الرازي، في أچوبته لابي سعيد لبرذعي ٢: ٤١٤ لما قال له: سفيان بن وكيع، كان يتهم بالكذب؟ قال أبو زرعة: " الكذب بس؟ ! ٢.
والله أعلم.
* * *