بل قد يجزم هنا بتوثيقه، ويقول في كتاب آخر: مجهول، ونحوه.
فقد قال هنا في أصبغ مولى عمرو بن حريث: " ثقة "، وقال عنه في " المجرد "
٤٥٨) : " مجهول ".
وقال هنا عن زياد بن أبي مريم: " ثقة "، وفي " المجرد "
٥٠٧) : " جهل "، وفي " الميزان " ٢
٢٩٦١) : " فيه جهالة، وقد وثق، ما روى عنه سوى عبد الكريم بن مالك فيما أرى، وقيل: هو زياد بن الجراح، وقيل: هما اثنان ".
وقد نقل هذا الكلام البرهان السبط رحمه الله، ولم أذكر من وثقه في التعليق إلا ابن حبان، وأزيد هنا ليستدرك هناك: أن العجلي وثقه ١
٥١٤) ، ونقل توثيقه الحافظ في " التقريب "
٢٠٩٩- مقتصرا عليه مع أنه ذكر في " تهذيبه " أيضا توثيق الدارقطني له، فالرجل ثقة، وإن لم يذكروا راويا عنه سوى عبد الكريم بن مالك الجزري، فقد تقدم ص ٣٣، ٥١ إن من روى عنه واحد ووثق: فهو ثقة.
ووثق في " الكاشف " عبد الله بن عصمة الجشمي، وقال في " الميزان " ٢
٤٤٤٩) ، " لا يعرف "، وقال في " الكاشف " عن عبد الله بن عمر بن غانم: " مستقيم الحديث " - وهي كلمة أبي داود فيه - أما في " الميزان " ٢
٤٤٧٠- فقال: " مجهول ".
وانظر كلامه على مدلاچ بن عمرو السلمي، المتقدم ص ٦٠.
والامثلة كثيرة، أتى سبط ابن العجمي رحمه الله على جانب كبير منها في " حاشيته ".
وانظر الامر
الخامص الآتي قريبا ص ٧٦.
ثانيها: وهو السبب الرئيسي - فيما أرى - في اختلاف أحكامه هنا عن أحكامه في كتبه الاخرى، وهو أنه يحكم على الرجل من خلال ما قدمه المزي إليه - وإلى غيره - في " تهذيب الكمال " من جرح وتعديل، دون التفات إلى ما هناك من أقوال أخرى، ودون غربلة لها ونقد.
وتجد في هذه الحواشي الشئ الكثير من ذلك مشروحا ومشارا إلى بالنقل عن " تقريب التهذيب " خلاصة تخالف حكم المصنف.
من ذلك: قول المصنف في الصلت بن محمد الخاركي: " صالح الحديث "، ولم ينقل المزي في ترجمته ١٣: ٢٢٩ إلا أن أبا حاتم قال فيه ٤
١٩٣٣) : " صالح الحديث "، وأن ابن حبان ذكره في " ثقاته " ٨: ٣٢٤ فاعتمد قول أبي حاتم واختاره.
وزاد عليه ابن حجر توثيق البزار والدارقطني إياه، وأن الدارقطني صحح له حديثا انفرد به، ومع ذلك قال عنه في " التقريب "
٢٩٤٩) : " صدوق! فعلقت بعده: بل ثقة، اعتمادا على التوثيق المذكور، وأنه لا يلزم من قول أبي حاتم أن ننزل بالرجل عن التوثيق درجة.
وانظر أيضا التعليق على ترجمة محمد بن مسلم ابن مهران.
وقال في " الكاشف "
٢٦٤٧) : " عبد الله بن بشر، قاضي الرقة..ثقة ".
وهذا مقتضى ترجمته في " تهذيب الكمال " ١٤: ٣٣٦، ففيه عن ابن معين: " ثقة من خيار المسلمين، وقال أبو زرعة: لا باس به،