[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَة]
٤١٧ -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ
ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ عَسْكَرِ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ وَالْجُوزَقَانِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ بَيْنَ عَسَاكِرِ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ بْنِ كَاكَوَيْهِ وَبَيْنَ الْأَكْرَادِ الْجُوزَقَانِ.
وَكَانَ سَبَبُهَا أَنَّ عَلَاءَ الدَّوْلَةِ اسْتَعْمَلَ أَبَا جَعْفَرٍ ابْنَ عَمِّهِ عَلَى سَابُورَ خُوَاسْتَ وَتِلْكَ النَّوَاحِي، فَضَمَّ إِلَيْهِ الْأَكْرَادَ الْجُوزَقَانَ، وَجَعَلَ مَعَهُ عَلَى الْأَكْرَادِ أَبَا الْفَرَجِ الْبَابُونِيَّ، مَنْسُوبٌ إِلَى بَطْنٍ مِنْهُمْ، فَجَرَى بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي الْفَرَجِ مُشَاجَرَةٌ أَدَّتْ إِلَى الْمُنَافَرَةِ، فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمَا عَلَاءُ الدَّوْلَةِ، وَأَعَادَهُمَا إِلَى عَمَلِهِمَا.
فَلَمْ يَزَلِ الْحِقْدُ يَقْوَى، وَالشَّرُّ يَتَجَدَّدُ، فَضَرَبَ أَبُو جَعْفَرٍ أَبَا الْفَرَجِ بِلُتٍّ كَانَ فِي يَدِهِ فَقَتَلَهُ، فَنَفَرَ الْجُوزَقَانُ بِأَسْرِهِمْ، وَنَهَبُوا وَأَفْسَدُوا، فَطَلَبَهُمْ عَلَاءُ الدَّوْلَةِ، وَسَيَّرَ عَسْكَرًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ أَبَا مَنْصُورٍ ابْنَ عَمِّهِ أَخَا أَبِي جَعْفَرٍ الْأَكْبَرِ، وَجَعَلَ مَعَهُ فَرْهَاذَ بْنَ مَرْدَاوَيْجَ، وَعَلِيَّ بْنَ عِمْرَانَ.
فَلَمَّا عَلِمَ الْجُوزَقَانُ ذَلِكَ أَرْسَلُوا عَلِيَّ بْنَ عِمْرَانَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُصْلِحَ حَالَهُمْ مَعَ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ، وَقَصَدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ، فَشَرَعَ فِي الْإِصْلَاحِ فَطَالَبَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَفَرْهَاذُ بِالْجَمَاعَةِ الَّذِينَ قَصَدُوهُ لِيُسَلِّمَهُمْ إِلَيْهِمَا، وَأَرَادَا أَخْذَهُمْ مِنْهُ قَهْرًا، فَانْتَقَلَ إِلَى الْجُوزَقَانِ، وَاحْتَمَى كُلٌّ مِنْهُمْ بِصَاحِبِهِ، وَجَرَى بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ قِتَالٌ غَيْرَ مَرَّةٍ كَانَ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute