للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستفاد من هذا الحديث بزياداته فضيلة أخرى، وهي أن لله في هذا الشهر عتقاء من النار وذلك كل ليلة. وفضائل هذا الشهر الكريم كثيرة عظيمة ذكرنا فيما مضى طرفا منها.

ودخول هذا الشهر الكريم لا يثبت إلا بأحد أمرين:

الأول: رؤية هلال رمضان. فيثبت الشهر بذلك بإجماع المسلمين؛ لقول الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (١) وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا (٢) » متفق عليه.

ويكفي في ثبوت الرؤية إخبار عدل واحد من المسلمين برؤيته له، على الصحيح، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: «تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام، وأمر الناس بصيامه (٣) » رواه أبو داود والدارمي وابن حبان والحاكم والبيهقي، وصححه ابن حزم.

وفي حديث ابن عباس قال: «جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال- يعني رمضان- فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم. قال: يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدا (٤) » رواه أصحاب السنن.


(١) سورة البقرة الآية ١٨٥
(٢) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٠) ، صحيح مسلم الصيام (١٠٨٠) ، سنن النسائي الصيام (٢١٤٢) ، سنن أبو داود الصوم (٢٣١٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٣١) ، موطأ مالك الصيام (٦٣٤) ، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٤) .
(٣) سنن أبو داود الصوم (٢٣٤٢) ، سنن الدارمي الصوم (١٦٩١) .
(٤) سنن الترمذي الصوم (٦٩١) ، سنن النسائي الصيام (٢١١٣) ، سنن أبو داود الصوم (٢٣٤٠) ، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٥٢) ، سنن الدارمي الصوم (١٦٩٢) .

<<  <   >  >>