للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختلفت عبارات السلف في تفسير الحج المبرور، فمنهم من قال: الذي لا يخالطه إثم، ومنهم من قال: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وقيل: الذي لا معصية بعده، يجمعها أنه الذي يؤدى تقربا لله وطاعة له خالصا من أدران الشرك صغيره وكبيره والبدع والمعاصي، ويكون حاملا لصاحبه على إحسان العمل بعده.

ومن كانت هذه صفة حجه كان مقبولا مأجورا، يقول صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (١) » متفق عليه، وفي رواية لمسلم: «من أتى هذا البيت فلم يرفث (٢) » . . . الحديث، وهذه الرواية أعم من التي قبلها. والرفث: قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم: إنه الجماع، والفسوق قالا: إنه المعاصي «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة (٣) » ، صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخرجاه في الصحيحين.


(١) صحيح البخاري الحج (١٥٢١) ، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧) ، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٤٨) ، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦) .
(٢) صحيح البخاري الحج (١٥٢١) ، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠) ، سنن الترمذي الحج (٨١١) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧) ، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٤٨) ، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦) .
(٣) صحيح البخاري الحج (١٧٧٣) ، صحيح مسلم الحج (١٣٤٩) ، سنن الترمذي الحج (٩٣٣) ، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٩) ، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٤٦) ، موطأ مالك الحج (٧٧٦) ، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٥) .

<<  <   >  >>