للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال - صلى الله عليه وسلم -: أما إنه سيكون فيا سبحان الله! جهل بالأدب وجهل بالتاريخ وجهل باللغة

وجهل بالشعر ثم يكون من هذا كله علم الجامعة المصرية!

والطامة الكبرى في صفحة ٢٢ إذ يزعم الأستاذ أن وجود سورة في القرآن

تسمى سورة الروم دليل على أن العرب لم يكونوا في عزلة سياسية بل هم

أصحاب سياسة متصلة بالسياسة العامة، وقد أخذت ذلك من قوله تعالى: (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ) .

كأنه يعني أن هدْا التاريخ كان معروفاً في أهل السياسة من العرب وفي وزارة خارجية قريش. . . فأخذه القرآن عنهم كما زعم الرجل في إبراهيم وإسماعيل، وغفل أستاذ الجامعة الذي لا يفهم عن قوله تعالى: (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)

فلم يدر أن هذا إنباء بالغيب يدخل في باب المعجزة لا في باب التاريخ ولا

في باب السياسة.

فذِكر الروم في القرآن وما يجري مجراها في قصص الأمم

إعجاز من النبي الأمي في هذه الأمة الأمية، فهو بذلك دليل على جهل تلك

الأمة وبدأوتها لا - على علمها وحضارتها، ولن يكون القرآن - دليلاً - على علم العرب وحضارتهم ومعرفتهم بالتاريخ واتصالهم بالسياسة كما يقرر طه حسين في الجامعة إلا إذا كان القرآن كلام النبي الذي جاء به لم يكن وحياً ولا تنزيلاً، فلتنظر الجامعة أين يذهب أستاذها الخبيث في قوله في ص ٢٣

"وكيف يستطيع رجل عاقل أن يصدق أن القرآن قد ظهر في أمة جاهلة

همجية" وهل نصدق طه فيما يستنتج بفكره العقيم من أن العرب كانوا أمة

متحضرة راقية "وكانوا أصحاب علم ودين وسياسة متصلة بالسياسة العامة"

أو نصدق النبى - صلى الله عليه وسلم - في قوله:

"إنا أمة أمية لا نحسُبُ ولا نكتب "

ومن أين

<<  <   >  >>