للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جلسة يوم الاثنين

١٣ سبتمبر سنة ١٩٢٦

خطبة الأستاذ عبد الخالقِ عطية

حضرات النواب

نصف مليون جنيه! نصف مليون جنيه! أجل نصف مليون جنيه احتملته

خزانة البلاد ثمناً لقصر الزعفران ومصروفات الجامعة المصرية التي لم تُنشأ على

صورتها الحاضرة إلا منذ سنة ١٩٢٥ دون أن تقول البلاد كلمتها في هذا الشأن، والآن يُطلب منكم أن تصادقوا على ثلاثمائة ألف جنيه أخرى لتكون مصروفات لهذه الجامعة في السنة الحالية.

مبالغ ضخمة وأرقام جسيمة يضج ويا طول ما يضج من ثقلها صغار الممولين ودافعو الضرائب من هذه البلاد.

أقول ذلك ولا أراني مبالغاً، ولكني أود أيضاً ألا تستروحوا من كلامي

رائحة الكراهية للعلم أو للصد عن ورود مناهله ومعاهده، فإني أعتقد أن كل مال وإن عز يهون في جانب الغاية العظمى والغرض الأسمى الذي من أجله أنشئ وينشأ مثل هذا المعهد، ولكني أعود وأقول إن الشرط كل الشرط لذلك أن نبتدئ في أعمالنا من حيث يجب الابتداء، والقيد كل القيد أن تكون الأنظمة التي وضعت والأساليب التي روعيت من شأنها أن تؤدي إلى

هذه الغاية وتحقق ذلك الغرض. عند ذلك يستحب الإنفاق، بل يجب

السخاء.

يا حضرات النواب، بالأمس تكلم حضرة الزميل الأستاذ صبري أبو علم

عن الغرض من إنشاء الجامعة والغاية منها، ولكنه كان في بيانه مجمِلاً، فقد مر على ذلك مر النسيم، وإني أرجو وأستمحكم عذراً في أن أراني مضطراً اليوم لإبداء شيء من التفصيل في هذا الموضوع، حتى تكون المقدمات مرتبطة مع النتائج التي اقترحنا ارتباطاً واضحاً منسجماً، وهذه النتائج هي ذات العلاقة والرابطة فيما يتعلق بالمال المطلوب منا التصديقُ عليه اليوم.

<<  <   >  >>