للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من فوائد الحديث:

١. ... أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم، يتكلم بالكلام اليسير وهو يحمل معاني كثيرة لقوله (البر حسن الخلق) كلمة جامعة مانعة.

٢. ... الحث على حسن الخلق وأنك متى أحسنت خلقك فإنك في بر.

فإن قال قائل: وهل البر ينافي الغضب لله عز وجل؟ يعني لو غضبت على إنسان وشددت عليه فهل ذلك ينافي البر وحسن الخلق؟

الجواب: إن ذلك لا ينافي حسن الخلق، بل هذا من حسن الخلق لأن المقصود به التربية والتوجيه، فهو من حسن الخلق؛ ولهذا كان النبي صلي الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه؛ لكن إذا انتهكت محارم الله عز وجل كان أشد الناس فيها (١) .

٣. ... إن المؤمن الذي قلبه صافٍ سليم يحوك في نفسه الإثم وإن لم يعلم أنه إثم

بل يتردد فيه لقوله ((والإثم ما حاك في نفسك)) وهو يخاطب النواس بن سمعان وأمثاله وموقف الإنسان إذا حاك في نفسه شيء هل هو إثم أو غير إثم أن يدع هذا حتى يتبين لقوله صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) (٢) ولا تتجاسر فتقع في الشبهات ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام (٣) كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

٤. ... إن الرجل المؤمن يكره أن يطلع الناس على آثامه لقوله ((وكرهت أن يطلع عليه الناس)) أما الرجل الفاجر المتمرد فلا يكره أن يطلع الناس على آثامه، بل من الناس من يفتخر ويفاخر بالمعصية كما يوجد في الفسقة الذين يذهبون

إلى بلاد كلها


(١) أخرجه مسلم - كتاب: الفضائل، باب: مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام واختياره من المباح أسهله وانتقامه لله عند انتهاك حرماته، (٢٣٢٧) ، (٢٠)
(٢) أخرجه النسائي - كتاب: الأشربة، باب: الحث على ترك الشبهة، (٥٧١١) . والترمذي - كتاب: صفة القيامة، باب، (٢٥١٨) . والإمام أحمد - في مسند المكثرين عن أنس بن مالك، (١٢٥٧٨)
(٣) أخرجه البخاري- كتاب: الإيمان، باب: فضل من استبرأ لدينه، (٥٢) . ومسلم - كتاب: المساقاة، باب: أخذ الحلال وترك الشبهات، (١٥٩٩) ، (١٠٧)

<<  <   >  >>