تتجمع فيها كل روافد التاريخ، بكل نتائجها النفسية والاجتماعية والسياسية والعلمية، وكل التغيرات المترتبة على هذه النتائج. وعليه فإن هذه المسوغات تكفي لتسويغ اختيارنا له بصفته حقبة زمنية استثنائية في التاريخ، يكون دور المسلم فيها شيئاً استثنائياً أيضاً، يجب إدراجه بطريقة خاصة في الدور العام الذي حدده له القرآن الكريم بوصفه شاهداً، وذلك أمر يجب أن يدخل في اعتبارنا ويجب أن نقدره بقدر ما يمكننا من الواقعية، حتى نقدم لشبابنا الصورة الموضوعية، التي يرى من خلالها دوره هو ودور إخوانه الآخرين فيه، لأن رسالة الجيل الناشئ ستحقق على أية حال إما سلبية أو إيجابية فيه، فهو ثلث تحقق رسالته.
ولكي نتبين طبيعة هذا الدور، الذي يجب على الشباب المسلم أن يتصدى- منذ الآن- للاضطلاع به في هذه الحقبة المواجهة له، المنفتحة أمامه، يجب أن نراجع بعض السمات التي يتميز بها هذا الثلث الأخير في العالم المتحضر، لأن مركز الفكر العالمي اليوم يوجد على محور