للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سبق أن سميناه، في كتاب سبق نشره (١)، محور (واشنطن- موسكو)، محور القوة، محور العلم، محور الحضارة.

يجب إذن أن نلتفت إلى هذا المحور، مركز الثقل الذي تطبع عليه الأحداث كل أبعادها العالمية، ونتساءل ما الذي طرأ على هذا المحور؟ ماذا حدث فيه خلال القرن العشرين؟ ما هي التسجيلات الخاصة - وهذا ما يهمنا- في العالم الثقافي وفي العالم النفسي عليه؟

إن الأجيال في هذا المجتمع المتحضر عاشت على رصيد

ثقافي ورثته من الأجيال السابقة، أعني أنها عاشت على رصيد المسوّغات التي دفعت عجلة التاريخ في القرون الماضية، وخصوصاً في القرن التاسع عشر والقرن العشرين. والذي يبدو- خاصة إذا رجعنا إلى فترة ما بعد الحربين العالميتين- أن هذا الرصيد من المسوّغات الضرورية لتحمّل أعباء الحياة، بدأ ينفد، وبدأت


(١) الفكرة الإفريقية الآسيوية.

<<  <   >  >>