إماما مقسطا، وذا مال، إذا تصدق، أخفى يمينه عن شماله، ورجلا دعته امرأة ذات حسب ومنصب، إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجلا نشأ، وكانت صحبته وشبابه وقوته، فيما أحب الله، ويرضاه من العمل، ورجلا كان قلبه معلقا في المساجد من حبها، ورجلا ذكر الله، ففاضت عيناه من الدمع، من خشية الله، ورجلا التقيا، فقال أحدهما لصاحبه: إني لأحبك في الله.
[ذكر شواهد هذه الخصال السبعة]
أما شواهد الإمام العادل: فقد ورد في الإظلال: من حدث أبي هريرة أيضا، وسيأتي.
ووردت الإشارة إليه دون التصريح، في أحاديث منها: ما رواه مسلم والنسائي وأحمد من حديث عيد الله بن عمرو بن العاص يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المقسطين عند الله يوم القيامة، على منابر من نور، عن يمين العرش، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولو.
وروى الترمذي من طريق عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة، وأدناهم منه مجلسا، الإمام العادل.
وقال: غريب، لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.
وقد ورد في التحاب أحاديث مستقلة من: حديث أبي هريرة ومعاذ بن جبل والعرباض بن سارية وأبي الدرداء فحديث أبي هريرة: أخرجه مالك في الموطأ عن أبي طوالة عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابون لجلالي، اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي.
وأخرجه مسلم والترمذي وغيرهما.
وحديث معاذ: قال الإمام أحمد في (مسنده) : ثنا وكيع ثنا جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن حنبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله على منابر من نور، في ظل العرش، يوم لا ظل إلا ظله.
وحديث العرباض: ثنا هيثم بن خارجة ثنا ابن عياش - يعني: إسماعيل - عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله - عز وجل: المتحابون بجلالي في ظل عرشي، يوم لا ظل إلا ظلي.
وحديث أبي الدرداء: قال الطبراني في (الأوسط) : حدثنا أحمد حدثني إبراهيم بن حيوية الجرجاني أبو إسحاق - ثقة مأمون - ثنا محمد بن حاتم ثنا على بن ثابت الجزري عن يحيى بن زيد عن حكيم بن كيسان عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله - عز وجل - في ظل الله، يوم لا ظل إلا ظله، على منابر من نور، يفزع الناس، ولا يفزعون.
ومن الشواهد التي فيها الإشارة إلى الظل: ما رواه أحمد والطبراني من طريق شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عبادا، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله.
فقال أعرابي: من هم يا رسول الله؟ قال: ناس من بلدان شتى، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة، منابر من نور، قدام الرحمن، فيحاسبهم عليها، يفزع الناس ولا يفزعون.
وروى الطبراني بسند جيد من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله جلساء يوم القيامة، عن يمين العرش - وكلتا يدي الله يمين - على منابر من نور، وجوههم من نور، ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، ولا صديقين.
قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم: المتحابون بجلال اله تبارك وتعالى.
وروى أيضا بسند جيد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عبادا، يجلسهم يوم القيامة على منابر من نور، يغشى وجوههم النور، حتى يفزع من حساب الخلائق.
وروى أيضا بسند لا بأس به عن أبي أيوب: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المتحابون في الله، على كرسي من ياقوت، حول العرش.
وروى أيضا بسند ضعيف عن أبي عبيدة ابن الجراح قال: قال ٢ ب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تحاب اثنان في الله، إلا وضع لهما كرسيا، فأجلسا عليه، حتى يفرغ الله من الحساب.
فقال معاذ: صدق أبو عبيدة.
وروى أيضا بسند ضعيف عن معاذ: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: