إن رجالا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يوضع لهم يوم القيامة، منابر من نور، يأمنون من الفزع الأكبر.
قال رجل: يا نبي الله، ومن أولئك؟ قال: نزاع القبائل، يتحابون في الله.
وأما خصلة (ورجل دعته امرأة..) .
فقد ورد في الإظلال من حديث: أبي أمامة، وسيأتي.
وأما خصلة الصدقة، فمن شواهده: ما رواه أحمد قال: ثنا علي بن أسحاق قال ثنا ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس.
وروى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني رأيت البارحة عجبا، الحديث. وفيه: ورأيت رجلا من أمتي، يتقي وهج النار عن وجهه، فجاءته صدقته، فصارت طلاء على رأسه، وسترا عن وجهه.
أنبئت عن أبي أسحاق البعلي عن ابي الهدى بن أبي شامة أنشدنا أبي لنفسه:
وَقالَ النَبِيُّ المُصطَفى إِنَّ سَبعَةً ... يُظِلُّهُم اللَهُ العَظيمُ بِظِلِّهِ
مُحِبٌّ عَفيفٌ مُتَصَدِّقٌ ... وَباكٍ مُصَلٍّ وَالإِمامُ بِعَدلِه
[ذكر السبعة الثانية التي أوردها شيخ الإسلام]
وهي ملفقة من أربعة أحاديث
[الحديث الأول]
أخبرتني هاجر بنت أبي عبد الرحمن الأثري قراءة أنا أبو إسحاق التنوخي أنا أحمد بن نعمه أنا أبو المنجى ابن اللتي أنا أبو الوقت أنا أبو الحسن الداودي أنا أبو محمد السرخسي أنا أبو محمد الشاشي أنا عبد بن حميد ثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي ثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي اليسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنظر معسرا، ووضع عنه، أظله الله، في ظله، يوم لا ظل إلا ظله.
هذا حديث صحيح.
أخرجه أحمد عن حسين بن علي ومعاوية بن عمر وكلاهما عن زائدة.
ومسلم مطولا عن هارون بن معروف عن حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد عن عباة بن الوليد عن أبي اليسر.
وابن ماجه من طريق حنظلة بن قيس عن أبي اليسر.
وأخرجه الطبراني في (الكبير) بلفظ: إن أول الناس، يستظل في ظل الله يوم القيامة، لرجل أنظر معسرا، أو تصدق عليه.
وإسناده حسن.
وفيه فائدة: إن هذا، أول من يستظل.
وورد ذلك من حديث أبي قتادة وأبي هريرة وعثمان وشداد بن أوس وجابر وعائشة وكعب بن عجرة وأبي الدرداء، وأسعد بن زرارة.
فحديث أبي قتادة: أخرجه أحمد والدارمي معا قالا: ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نفس عن غريمه، أو محي عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة.
وحديث أبي هريرة: أخرجه الترميذي قال: حدثنا أبو كريب قال ثنا أسحاق بن سليمان الرازي عن داهو بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه، يوم لا ظل إلا ظله.
وقال: حسن صحيح.
وحديث عثمان: أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد: حدثني أبو يحيى البزار ثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي ثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي عن أبيه عن محجن مولى عثمان عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أظل الله عبدا في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، أنظر معسرا، أو ترك لغارم.
وحديث شداد: قال الطبراني في (الأوسط) : ثنا علي سعيد ثنا الحسين بن معاوية البزار المصري ثنا يحيى بن سلام الإفريقي عن أيوب بن نهيك عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنظر معسرا، أو تصدق عليه، أظله الله في ظله يوم القيامة.
يحيى ضعيف.
وحديث جابر: قال أيضا: ثنا عبدان بن أحمد ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي قتادة وجابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، وأن يظله تحت عرشه، فلينظر معسرا.
هذا حديث، رجاله رجال الصحيح.
وحديث عائشة: قال أيضا: