قال حاتم الأصم:«من خلا قلبه من ذكر أربعة أخطار، فهو مغتر، فلا يأمن الشقاء! الأول: خطر يوم الميثاق، حين قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي! فلا يعلم في أي الفريقين كان! والثاني: حين خلق في ظلمات ثلاث، فنودي الملك بالشقاوة والسعادة، ولا يدري: أمن الأشقياء هو أم من السعداء؟ ! والثالث: ذكر هول المطلع، ولا يدري أيبشر برضا الله أو بسخطه؟ ! والرابع: يوم يصدر الناس أشتاتًا، فلا يدري: أي الطريقين يسلك به؟ ! ».
وكان سهل بن عبد الله يقول:«خوف الصديقين من سوء الخاتمة؛ عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى، إذ قال:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}[المؤمنون: ٦٠].
وعن عطاء الخفاف، قال: «ما لقيت الثوري إلا باكيًا! فقلت: ما شأنك؟ ! قال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيًا»!
أيها المذنب! تلك هي سوء الخاتمة! وقد رأيت كيف حدها لك العارفون .. فأين منزلك منها؟ ! تراك من أهل الوجل والخوف منها .. أم من الآمنين؟ ! فيا للخسران إن كنت من الفريق الثاني! وكيف يأمن من سلك طريقًا يؤدي إلى سوء الخاتمة؟ !
* أيها المذنب! الحذر .. الحذر! !
قال ابن المبارك: «إن البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الرب فيه، وعمر قد بقي لا يدري ماذا