وَمَسدٍ أُمرَّ من أيانقِ ... ليس بإنسانٍ ولا حقائقِ
ونسي - رحمه الله - قول الراجز:
يا مَسَدَ الخُوصِ تعوّذْ مني ... إن كنت لَدْناً ليِّناً فإني
ما شئتَ من أشمطَ مُقسئنِ
وإنما الأمساد: الحبال الغِلاظ من أي شيء كانت من أبق، أو قطن، أو شعر، أو وبر، أو جلد.
وقال أبو زياد: الأرشية كلها أمساد الواحد مسد، ولعل المسد ما كان من جلود الإبل، ثم قيل لكل رشأ مسد، وأنشد:
وبكرةً ومحوراً صرّارا ... ومَسَداً من أبَق مُغارا
قال: والأبق: هُدْب الكتان، وهو عند غيره القِنّب.
وقال أبو خيرة وأصحابه من الأعراب: المسد من جلد أو أبق، والأبَق: القِنّب عام ومن مصاص، وهو نبات كالكولان أو من خلب، والخلب: اللّيف. وقال الفراء: المسد: الحبل من الليف ثم قيل في الحبل من الجلود.
٢٠ - وقال أبو عمرو: ذكر الحارث بن عباد وقصّ خبره، ثم قال: " وكان معهم يوم قِضة ويوم التحالق، فحمل فأخذ عدي بن ربيعة أخا مهلهل ".
فجعل يوم قضة ويوم التحالق يومين وإنما هو يوم واحد، يوم قضة: هو يوم التحالق، وهو يوم الثنية، وهي ثنيّة قِضة.
٢١ - وقال أبو عمرو: الأنبار: أنبار الطعام الواحد منها نِبْر، والأنبار: القردان الصغار الواحد نِبْر، وأنشد:
.........مدارج الأنبار
وهذا سهو، الأنبار من الطعام واحد، والجمع: الأنابير.
٢٢ - وروى أبو عمرو:
والحَمَضيّات على علاّتها ... يَبِتن يَنتقلنَ أجهزاتها
وإنما الرواية: يَنْتُقنَ أجهزاتها.
٢٣ - وأنشد أبو عمرو لأبي البقاء العنزي:
أحمَدُ ربّاً وهبَ الجلّوخا ... من بعد ما شِبتُ وقالوا: شيخا
وسيّر الشيب شَباباً أشدخا
لم يفسر أشدخاً ولا أعرفه، وأنا أظن أنه يُروى: شدخا بغير ألف، فإن كان كذاك، فالشَّدخ: الحديث السن الرَّخص.
٢٤ - وقال أبو عمرو: الرَّجاجة: النعجة المهزولة، ولا تكون إلآ من الضأن، وأنشد:
أعطى عِقالٌ نعجةً هملاجا ... رَجاجةً أنَّ له رَجاجا
وقد وهم، قد تكون الرجاجة من الضأن والمعز والإبل والناس، قال أبو عبيدة: الرَّجاج: الضعفاء من الناص والإبل، وأنشد:
قد بكرتْ مَحوةُ بالعجاجِ ... فدمّرت بقيّة الرَّجاجِ
وأنشد غيره:
فهُمْ رَجَاجٌ وعلى رجاجِ ... يَهمونَ أفواجاً إلى أفواجِ
والضأن لا يُركب.
٢٥ - وقال أبو عمرو: وحَمّجَ إذا شدّد النظر.
والتحميج: أن يُصغّر الإنسان عينيه ليستثبت.
٢٦ - وقال أبو عمر وتقول: هو على سليقة واحدة أي على طبيعة واحدة، وعلى سُرجوجة واحدة. وأنشد:
فما الشرُّ فاعلم بسُرجوجةٍ ... وما الخير للمرء إلاّ درّرْ
وما رأينا أحدا قط ولا سمعنا بدرّ عليه الخير، وإنما الرواية:
وما الخير للمَرء إلاّ تِيَرْ
يقال: تارة وتارات وتِيَر، قال العجاج:
ضرب إذا ما مِرجل الموت أفَرْ ... بالغَلي أحموه وأجْنوه التِّير
الأفر: النزو.
٢٧ - وأنشد أبو عمرو لابن هرمة:
أقدرُ أنقاها وأندؤها
والرواية: تقدر أنقاها بالتاء، وأول البيت:
يمشي طُهاتي إلى كرائمها ... تقدر أنقاها وتندوها
٢٨ - وقال أبو عمرو الجُبّأ: الناجي من الأمر الذي قد انفلت منه. وأنشد:
وما أنا من ريب المنون بجُبّإ ... وما أنا من سَيب الإِله بيائسِ
وهذا التفسير منه على التوهم، إنما الجُبّأ: الجبان لا الناجي، وإنما حمله على الأغلب في الظاهر على حقيقته في اللغة.
٢٩ - وقال أبو عمرو: الصُّور: الجماعة من النخل الصِّغار منه الذي لا يطول، وجماعه: الصِّران.
في هذا القول غلطان أحدهما: أن الصُّور الجماعة من النخل الصغار والكبار والطوال والقصار. وقال أبو حاتم: الصور: النخل المُلتف، وأنشد غيره قول الراجز يصف جملاً بطول العنق:
كأنّ جذعاً خارجاً من صَوْرهِ ... بين مقذّيه إلى سِنّورهِ
والآخر أن: جمع صور أصوار، ونما الصيران جمع صِوار، يقال: صِوار وصُوار، والجمع: صيران وأصورة.
٣٠ - وأنشد أبو عمرو لابن الرقيات:
أعني ابنَ ليلى عبدَ العزيز ببا ... ب اليونِ تغدو جفانه رُذما