للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٢ - وقال أبو زياد: الخرص: الجائع، والخرصة الجائعة، وإنما الخرص: الجوع مع البرد، فإذا لم يكن مع الجوع برد فليس بخرص.

١٣ - وقال أبو زياد - وقد ذكر ثنيّة قِضَة -: وتلك الثنية التي استقبلتها تغلب يوم التحالق، حيث يوم التحالق.. حيث هزمتها بكر بن وائل، وهي التي وقف عليها ابن بَيض ومنها مكان لا يمره إلا فارس فارس، ووقف ابن بيض على ذلك الموضع - وهو رجل من بني حنيفة - فجعل لا يمر عليه أحد من بني تغلب إلاّ قتله، فقال قائل من بني تغلب: " سَدّ ابن بيض الطريق " فذهبت مثًلا: وليس الذي وقف على الثنية من بني حنيفة، ولا هو بابن بيض ولا كان ابن بيض في هذه القصة. وهذا يوم مشهور خبره في حرب البسوس، وإنما الذي وقف بالثنية رجل من بني تغلب.

أخبرني أبو رياش: ان بني تغلب استقبلت ثنية قضة منهزمة يوم التحالق فجرد البرك التغلبي سيفه ونادى: يا بني تغلب في كل يوم هزيمة وفضيحة وجعل يعفر كل من مر به وهو يقول: " أنا البرك أبرك حيث أدرك " فرجع الناس لذلك وعاودوا الحرب.

وأما المثل بابن بيض فإنه كان مجاوراً لبعض ملوك العمالقة، وكان له عليه خرج يحمله إليه في كل عام، فأراد ابن بيض التحول من جواره، وقد كان وجب عليه الخرج فسار تحت الليل حتى أتى ثنية لا طريق لطالبه سواها، فجعل ما كان يحمل إلى الملك من مال وثياب على رأسها وسار فلما أصبح الملك خبر بمسير ابن بيض فاتبعه فلما بلغ الثنية رأى ما تركه له ابن بيض فأخذه ورجع، وقال الملك: سد ابن بيض السبيل فجرت مثلا.

وروى بعض الرواة أن الملك قال: اتقانا ابن بيض بحقنا لا سبيل لنا إليه.

فقال: بعض من سمع هذا منه: " سد ابن بيض السبيل " فجرت مثلاً.

وسمعت أبا رياش يحكي بمثل هذا وقريب منه. وأنشد بعض الرواة في مدح رجل بالوفاء:

وفيْتَ وفاءَ ابن بَيْض بها ... فسَدَّ على السالكين السَّبيلا

وقال بشامة:

كثوب ابن بيض وفاهم به ... فسَدَّ على السَّالكين السبيلا

وزعم الأصمعي: أن ابن بيض رجل نحر بعيرا على ثنية فسدها فلم يقدر أحد أن يحوزها فضرب به المثل. وأراد أن يقول: كبعير ابن بيض فقال: كثوب ابن بيض.

وهذا غلط من الأصمعي أيضا، والقول ما أنبأتك به.

١٤ - وقال أبو زياد: من آل كليب آمنة بنت أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر، وهي أم الأعياص من بني أمية بن عبد شمس، وأم عبد الله بن العباس بن عبد المطلب لُبابة بنت الحارث بن حزن بن بُجير بن الهُزم بن رُوَيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر، وفيهما يقول النابغة نابغة بني جعدة:

وشاركنا قُريشاً في تُقاها ... وفي أنسابها شِركَ العِنانِ

بما ولدت نساءُ بني هلالٍ ... وما ولدتْ نساء بني أبانِ

وأهل النسب على خلاف هذا، إنما الهلاليّة التي ذكر النابغة هي صفيّة بنت حزن بن بُجير بن الهُزَم أم حرب بن أمية بن عبد شمس، وهي عمة لبابة بنت الحارث بن حزن - أم عبد الله والفضل واخوتهما من بي العباس بن عبد المطلب.

١٥ - وقال أبو زياد: وبنو كلاب عشرة أبطن: عبد الله بن كلاب، وأبو بكر بن كلاب واسمه: عبيد، وعمرو بن كلاب، ورؤاس، والوحيد بن كلاب، وكعب بن كلاب، ووَبَر بن كلاب - هؤلاء سبعة من ولد كلاب - وأمهم: سُبيعة بنت سَلول، وجعفر بن كلاب، ومعاوية بن كلاب، وربيعة بن كلاب. أم هولاء الثلاثة ذُؤيبة بنت عمرو بن سلول.

وهم لعمري عشرة كما قال إلاّ أن وَبْراً ليس ابن كلاب، إنما هو وبر بن الأضبط بن كلاب.

١٦ - وأنشد أبو زياد لصاعد:

فما داريّة كُفرت أثاثاً ... بها دَرَجانُ ساريةٍ عراها

بأطيبَ سورةً من طعم فيها ... إذا ما الثجُّ من سَنةٍ كراها

وفسر فقال: الدَّارية: الخمر التي تصنع في الدير.

وهذا غلط، إنما الدارية: لطيمة المِسك وأراد المسك بعينه، منسوبٌ إلى دارين، قال كثير:

يُزيّنُ فَوْدي رأسهِ مُستغلِّةٌ ... جرى مِسكُ دارينَ الأحمُّ خِلالَها

ودارين: قرية بساحل البحر، والنسبة إليها داريّ. ودارية للأنثى، وقال العجّاج:

رَفَّعَ من خِلاله الدَّاريُّ

ولو كانت كما قال أبو زياد، لقال: دَيريّةٌ ولأن يشبه رائحة فيها بالمسك أولى من الخمر.

١٧ - وأنشد أبو زياد لعبد العزيز بن زُرارة الكلابي:

<<  <   >  >>