للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فاستحوذ الشيطان على أتباعه فجعل قصدهم بذلك الشرك بالخالق وإيذاء المخلوق، فإنهم إذا كانوا إنما يقصدون بزيارة قبور الأنبياء والصالحين سؤالهم أو السؤال عندهم أو بهم (١) ، لا يقصدون السلام عليهم ولا الدعاء لهم كما يقصد بالصلاة على الجنائز كانوا بذلك مشركين، وكانوا مؤذين ظالمين لمن يسألونه، وكانوا ظالمين لأنفسهم. فجمعوا بين أنواع الظلم الثلاثة.

٢٢١ - فالذي شرعه الله ورسوله توحيد وعدل وإحسان وإخلاص وصلاح للعباد في المعاش والمعاد، وما لم يشرعه الله ورسوله من العبادات المبتدعة فيه شرك وظلم وإساءة وفساد العباد في المعاش والمعاد. فإن الله تعالى أمر المؤمنين بعبادته والإحسان إلى عباده كما قال تعالى (٤: ٣٦) : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى} وهذا أمر بمعالي الأخلاق، وهو سبحانه يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها.

٢٢٢ - وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" رواه الحاكم في صحيحه (٢) .


(١) في ز، ب: "أنهم" بدل "بهم" وهو غلط.
(٢) المستدرك (٢/٦١٣) . وأحمد (٢/٣٨١) . والبخاري: في الأدب المفرد (ص ١٠٤) ، حديث (٢٧٣) . وابن سعد في الطبقات (١/١٩٢) . كلهم من طريق محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وحسن الألباني إسناده، ثم قال: وله شاهد. أخرجه ابن وهب في الجامع (ص ٧٥) ، أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعاً به، وهذا مرسل حسن الإسناد، =