للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

٢٨٧ - فإذا سئل المسئول بشيء - والباء للسبب - سئل بسبب يقتضي وجود المسئول، فإذا قال: أسألك بأن لك الحمد أنت الله المنان بديع السموات والأرض (١) ، كان كونه محموداً مناناً بديع السموات والأرض يقتضي أن يمن على عبده السائل، وكونه محموداً هو يوجب أن يفعل ما يحمد عليه، وحمد العبد له سبب إجابة دعائه.

٢٨٨ - ولهذا أمر المصلي أن يقول "سمع الله لمن حمده" أي استجاب الله دعاء من حمده، فالسماع هنا بمعنى الإجابة والقبول كقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن / دعاء لا يسمع" (٢) أي لا يستجاب.


لكن يشهد له حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
رواه الترمذي (٥/٥٣٩) ، ٤٩ - كتاب الدعوات، حديث (٣٥٢٤) . وفي إسناده يزيد ابن أبان الرقاشي ضعيف.
كما يشهد له حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم أو غم، قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
أخرجه الحاكم (١/٥٠٩) كتاب الدعاء، وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بأن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه. والصحيح أن عبد الرحمن قد ثبت سماعه من أبيه قال بذلك جماعة من الأئمة. ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. وانظر: تهذيب التهذيب (٦/٢١٣ - ٢١٤) فالحديث بمجموع طرقه حسن لغيره والله أعلم. ولا ينقصه عن هذه المرتبة وجود من لا يحتج به في إسناد حديث ابن مسعود، فإن كونهم لا يحتج بهم لا يمنع الاستشهاد والتقوية بهم.
(١) تقدم تخريجه ص ٩٦ رقم (٣) .
(٢) صحيح. أخرجه مسلم (٤/٢٠٨٨) ، ٤٨ - كتاب الذكر، ١٨ - باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، حديث (٧٣) . والنسائي (٢/٢٢٨) . وأبو داود (٢/١٩٢) ، كتاب الصلاة، ٣٦٧، باب في الاستعاذة، كلاهما من حديث زيد بن أرقم، حديث (١٥٤٨) . =