للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

ونازعه فيه من هو أعلم منه كيحيى بن معين (١) والبخاري (٢) وغيرهما (٣) فبينوا أن هذا غلط ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.


(١) لم أقف على كلام يحيى بن معين في هذا الحديث بعد بحث.
(٢) قال البخاري في التاريخ الكبير (١/١/٤١٣ - ٤١٤) في ترجمة أيوب بن خالد: "وروى إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد الأنصاري، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "خلق الله التربة يوم السبت ... ". وقال بعضهم: عن أبي هريرة، عن كعب، وهو أصح.
(٣) منهم الإمام علي بن المديني. - قال البيهقي في الأسماء والصفات (ص ٣٨٤) : "قال علي بن المديني: وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم بن أبي يحيى. قلت (البيهقي) : وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف. وروى عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف والله أعلم".
وقد تصدى الشيخ عبد الرحمن المعلمي في كتابه القيم الأنوار الكاشفة (ص ١٨٨ - ١٩٢) لسرد الشبه التي طعن بها هذا الحديث في إسناده ومتنه، فأجاد وأفاد، فرد على إعلال ابن المديني بقوله: "ويرد على هذا أن إسماعيل ثقة عندهم غير مدلس وقال بعضهم ... إلخ بقوله: وليته ذكر إسنادها ومتنها، فقد تكون ضعيفة، ويدل على ضعفها، أن المحفوظ على كعب وعبد الله بن سلام ووهب ابن منبه ومن يأخذ منهم، أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد، وهو قول أهل الكتاب". وأحال على الأسماء والصفات للبيهقي (ص ٢٧٢ - ٢٧٥) ، وأوائل تفسير ابن جرير، والدر المنثور (٣/٩١) .
وصحح الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني ودافع عنه في تعليقه على حديث (٥٧٣٤) ، من مشكاة المصابيح بقوله: "ولا مطعن في إسناده البته، وليس هو بمخالف للقرآن بوجه من الوجوه خلافا لما توهمه بعضهم، فإن الحديث يفصل كيفية الخلق على الأرض وحدها وأن ذلك كان في سبعة أيام، ونص القرآن على أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام والأرض في يومين، لا يعارض ذلك، لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث، وأنه - أعني الحديث - تحدث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض، حتى صارت صالحة للسكنى - ويؤيده أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله تعالى كألف سنة، وبعضها مقداره خمسون ألف سنة، فما المانع أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل، والأيام السبعة من أيامنا هذه كما هو صريح الحديث وحينئذ فلا تعارض بينه وبين القرآن".
وأكد هذا الدفاع في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة (٤/٤٤٩ - ٤٥٠) فأجاد وأفاد.