أما أثر ابن عباس وابن مسعود، ففيه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، صدوق يهم رمى بالتشيع. وأما أثر ابن سلام، ففي إسناده أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، ضعيف، وفيه عبد الله بن صالح، لم يتبين لي من هو، وأظنه كاتب الليث، فإن كان فهو ضعيف. ثم إن موضوعها خلق السماوات والأرض، مع ذكر أشياء ذكرت في حديث مسلم، فلفظ هذه الآثار: "إن الله بدأ الخلق يوم الأحد، فخلق الأرضين في الأحد والاثنين، وخلق الأقوات والرواسي في الثلاثاء والأربعاء، وخلق السماوات في الخميس والجمعة، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة، فخلق فيها آدم على عجل فتلك الساعة التي تقوم في الساعة". (٢) أخرجه مسلم (٤/١٩٤٥) ، ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة، حديث (١٦٨) ، وفي إسناده أبو زُميل - بالزاي مصغراً - سماك بن الوليد الحنفي اليمامي الكوفي، ليس به بأس من الثالثة/ بخ م٤. تقريب (١/٣٣٢) ، وعكرمة بن عمار العجلي اليمامي، صدوق يغلط/ خت م٤. تقريب (٢/٣٠) . قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي - في الأنوار الكاشفة (ص ٢٣٠) - عن هذا الحديث: "وفي سنده عكرمة بن عمار موصوف بأنه يغلط ويهم، فمن أهل العلم من تكلم في هذا الحديث، وقال: إنه من أوهام عكرمة، ومنهم من تأوله وأقرب تأويل له أن زواج النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان قبل إسلام أبي سفيان، كان بدون رضاه، فأراد بقوله: "أزوجكها، أرضى بالزواج، فأقْبل مني هذا الرضا". وقال النووي في شرح مسلم (١٦/٦٣) : "يحتمل أنه سأله تجديد عقد النكاح تطييباً لقلبه، لأنه ربما كان يرى عليها غضاضة من رياسته ونسبه أن تزوج بنته بغير رضاه".