للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وكذلك الحديث الآخر الذي يرويه عن أبي بكر كما تقدم.

٦٣٠ - ومما يبين ذلك أن قوله تعالى: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} إنما نزلت باتفاق / أهل التفسير والسير في اليهود المجاورين للمدينة أولاً كبني قينقاع (١) وقريظة (٢) والنضير (٣) ، وهم الذين كانوا يحالفون الأوس والخزرج، وهم الذين عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، ثم لما نقضوا العهد حاربهم، فحارب أولاً بني قينقاع ثم النضير - وفيهم نزلت سورة الحشر - ثم قريظة عام الخندق.

٦٣١ - فكيف يقال نزلت في يهود خيبر وغطفان؟ فإن هذا من كذاب جاهل لم يحسن كيف يكذب، ومما يبين ذلك، أنه ذكر فيه انتصار اليهود على غطفان لما دعوا بهذا الدعاء، وهذا مما لم ينقله أحد غير هذا الكذاب، ولو كان هذا مما وقع لكان مما تتوفر دواعي الصادقين على نقله.

٦٣٢ - ومما ينبغي أن يعلم، أن مثل هذا اللفظ لو كان مما يقتضي السؤال به، والإقسام به على الله تعالى، لم يكن مثل هذا مما يجوز أن يعتمد عليه في الأحكام؛ لأنه أولاً لم يثبت، وليس في الآية مايدل


(١) انظر قصة بني قينقاع في السيرة لابن هشام (٣/٤٧ - ٥٠) .
(٢) انظر غزوة بني قريظة في السيرة لابن هشام (٣/٢٣٣ - ٢٥٦) . وتفسير ابن جرير (١٨/١٤٩ - ١٥٥) . وتأريخ اليعقوبي (٢/٥٢) .
(٣) انظر قصة بني النضير وجلائهم في السيرة لابن هشام (٣/١٩٠ - ٢٠٢) . وصحيح البخاري. ٦٥ - التفسير - تفسير سورة الحشر، حديث (٤٨٨٤، ٤٨٨٥) وتفسير ابن جرير (٢٨/٢٧ - ٤٩) وتأريخ اليعقوبي (٢/٤٩) .